عادل محمد زايد
عدد المساهمات : 4107 تاريخ التسجيل : 30/01/2009 العمر : 38 الموقع : المشرف علي المنتدي
| موضوع: الوصايا الجزء 2 الأحد مارس 08, 2009 12:31 pm | |
| الوصايا - إذا لم يكن القلب مملوءا بالكبر إذا لم يكن القلبُ مملوءاً بالكِبْرِ والعُجْبِ والرِّياءِ تأتي إليه الفضائل الإلهية ؛ فالمانع للفضائل الإلهية هو ما يصل إلى القلب من المخالَفات عن طريق النفس والشيطان .
- إذا ثبت عندك الإيمان بأن الله يراك إذا ثبت عندك الإيمان أنَّ الله يراك ويعلم ما في داخلك عليك أن تعمل بمقتضى هذا الإيمان ؛ فإن كنتَ تاجراً – عندما تعرض البضاعة على الزبون – تفكَّر بأن الله يراك ، حينذاك لا تخادع ولا تراوغ أحداً . وهكذا كل واحد في مجال عمله
- خذلان المؤمنين في الدنيا خِذلانُ المؤمنين في الدنيا وذُلُّهم ليس له قيمة ، لأن هذه الدنيا ولو دامت لأحد مائة سنة تنتهي ؛ فهي لا تتسع لعذاب الكافر وكذلك لا تتسع لجزاء المؤمن ، لأن مدتها قصيرة والعمرَ قصير ؛ لذا يبقى كلا الأجرين في الآخرة . فالكافر يبقى دوماً في جهنم والمؤمن يبقى دوماً في الجنة .
- أمور الطريق تظهر كثيرا للمبتدئين أمورُ الطريق تَظهر كثيراً للمبتدئين ، خصوصاً ما حصل في سير وسلوك خادم الطريق ، يمكن أن يحصل للمريدين الصادقين ؛ لكنْ بعد ما يتقدَّمون تغيبُ هذه الأمور ولا يَلتفتون إليها ، لأنها تصبح تافهةً بالنسبة لطلبهم ، وهو رضا الله ورضا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، حتى يكونوا في صف الذين رضي الله عنهم ، لأن الولاية ليست بظهور خوارق العادة . فهناك كثير من الأولياء الكمَّل ليس لهم خوارق ، وهذا أفضل لهم ، لأن التعلق بخوارق العادة مثل تعلق التاجر بالمادة ، كلاهما دنيوي ، ويكون سبباً للشهرة بين الناس ؛ وإذا حصلت الشهرة فليس كل إنسان يملك نفسه . حتى التعلق بشيخ الطريق إذا كان من أجل خوارق العادات فهو غلط ؛ لكنَّ المريد يتعلق بخادم الطريق من أجل أن يُعِينَهُ ويوَجِّهَه إلى الله ورسوله بالدعاء والتلقين والتوجيه والاستمداد
- من آداب الذكر النشوة مع الوجد من آداب الذكر النشوةُ مع الوَجْدِ . فالوَجْدُ في الذّكر شرطٌ في الطريقة الشاذلية . المقصود بالوَجْدِ : النشاطُ والقوةُ في الذكر والهمَّةُ فيه . فالذكر بدون نشاط فائدتُهُ قليلة. مَن لم يطَّلع على ذلك بنفسه يُنْكِر ويقول عن الحركة في الذكر ما يقول.
- الروح جاءت من جوار الله تبارك وتعالى الروح جاءت من جوار الله تعالى ، وغذاؤها العبادة والذكر وتلاوة القرآن الكريم وفعل الأوامر وترك المنهيات . وهذه الروح هي إحدى اللطائف التي وضعها الله في الإنسان ، وهي لطيفة مستقلّة ، لا كما يقول البعض بأن النفس والروح والقلب والعقل والسر شيء واحد تختلف تسميته بحسب الأوصاف . والروح الرباني غير الروح الجسماني ، لكن هناك تعلق بينهما كتعلق الحديد بالمغناطيس . الروح الجسماني ليس له قوة الترقي والعروج والتفكير بل هذا للروح الرباني ، وصاحب الروح الرباني إذا ابتدأ بالتفكير وبالعبادة وبقراءة القرآن فإنه يستشعر بأن روحه الربانية تقوى وتريد الترقي . لكن من وراء هذه الروحِ النفسُ الأمّارة تجرّها بكلاليبها إلى الوراء ، فلا بد من المجاهدة .
والروح الربانية إذا ارتقت وارتفعت فإنها لا تغيب عن نظر القلـب ، وصاحبها يراها بقلبه الرباني ولو كان مغمض العينين ، ويستشعر بأن هذه الروح التي ارتقت هي روحه يقيناً ، يعرفها كما يعرف أعضاءه . وهذه الرؤية كرؤية الظل ، فهل يشك الرائي لظله بأن هذا ظله أم لا ؟ وهذا الخروج يقوى كلما قويت جنود الروح على جنود النفس . والكشف غير الخروج والعروج ؛ فللروح خروج وعروج ووصول ، وهذا الوصول بلا كيف ولا تشبيه ، ولا يمكن أن يعبَّر عنه . والذي يهمُّنا العبوديةُ ، وأن نحافظ على صلاتنا مع الخشوع ، وأن نقرأَ القرآن الكريم بتدبر ، ونطبِّقَ على أنفسنا الصفات التي وصف الله بها عباده الصالحين ، و إذا صدر منا التقصير نستغفر ونرجع إلى الله تعالى .
- الترقي استعداد الترقي استعداد ، وهذا لا يعني أنّ مَن جاهد نفسه ولم يترقّ ليس بسالك . المهمّ أن لا يغترّ الإنسان بنفسه ، وأن يكون مقيَّداً بالشرع الشريف ؛ فإذا كان ممن قال الله تعالى في حقهم :? وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى ? [ الأنعام / 152 ] ، وممن قال فيهم : ? فَلاَ تَتَّبِعُوا الْهَوَى أَنْ تَعْدِلُوا ? [ النساء /135 ] ، فهو سالك ؛ أمّا إذا كان ضدَّ هذه الآيات ؛ أيْ يعملُ خلاف ما أُمِرَ به فهذا ليس بسالك ، ولو كان يقول : أنا سالك ، وعمري كلُّه قضيته في الطريق ؛ كلُّ ذلك فارغ ، فالميزان هو الشريعة . الذين سبقونا من أسيادنا ـ رحمهم الله تعالى ـ وصولاً إلى سيد المرسلين عليه الصلاة والسلام هذا هو مقياسهم ، وليس الخصوصيات والكشوفات . فالميزان هو الشريعة ، وكلما كان الإنسان موافقاً للشريعة أكثر فهو من الأفضلين ، وأما المراتب فهي عند الله جل جلاله.
- التحقق بالعبودية التحقق بالعبودية من أحكام الشريعة ، و العبودية بالله أفضل من العبودية لله ، لأن العبودية بالله يُخرج صاحبُهـا نفسَه من البين بالكليّة . والعبودية لها جهتان : الأولى : عبودية بالقلب ، فتكون نيته خالصة لا تتوجه إلى طمع في الجنّة ولا إلى خوف من النار . الثانية :عبودية بالجوارح ، يُجْرِي عليها الأحكام الشرعية الموافقة للكتاب والسنّة . والذي يحافظ على العبودية في ظاهره وباطنه يكون خالصاً من كل الشوائب ، فإذا جاءته الإلهامات يعرِضُها على الشرع ، فإن كانت موافقة للشرع أخذ بها ، وإلاّ يرمي بها عرض الحائط . المريد الصادق يأخذ بوصية الله عز و جل, و ليس هناك أفضل و أكمل من وصية الله حيث يقول: { يَأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا الله َ ذِكْراً كَثِيراً } [سورة الأحزاب/41] و قيد الذكر بالكثرة, لأن الفائدة من الذكر لا تتحقق إلا بالكثرة, فإذا رأيت ثقل الذكر على لسانك اتهم نفسك بالنفاق, لأنه من أوصاف المنافقين, لقوله تعالى فيهم: { وَ لَا يَذْكُرُونَ الله َ إِلَّا قَلِيلاً } [سورة النساء/142] فلابد من الاستغفار و التوبة, حتى تقوى على ذكر الله, و بكثرة الذكر تخفف من طبيعتك البشرية, فلا تأخذ من الدنيا إلا بمقدار الحاجة, و عندها قلبك لا يميل و لا يرضى إلا بمولاك. فلابد من المجاهدة و كثرة الذكر. اللهم أعنا على ذكرك و شكرك و حسن عبادتك و لا تجعلنا من الغافلين.
- لو عرف الناس حقيقة الذكر لو عرف الناس حقيقة الذكر و قيمته, ما تركوه ليلاً و لا نهاراً, و يكون مثلهم مثل الجائع الذي إذا لم يجد شيئاً أكل الحشيش ليسد جوعه, و الذكر يوقف صاحبه على الحقائق التالية: - بكثرة الذكر يقف على حقيقة النفس الأمارة بالسوء, و على خبثها و مكرها, عند ذلك يخالفها و يعاديها. - بكثرة الذكر يقف على حقيقة الشيطان و وسوسته, فيخالفه و يعاديه. بكثرة الذكر يتهيأ القلب لتلقي الأنوار, و عندها ينفسح و ينشرح و لا يرضى إلا بخالقه. بكثرة الذكر تتصل الروح بخالقها, و تشتاق إلى موطنها الأصلي. و هذه هي السعادة الأبدية.
- الإكثار من كلمة التوحيد الإكثار من كلمة التوحيد تغير الإنسان و تجعله ذهباً صرفاً, و لكن لابد مع كثرة الذكر من الحضور التام, و ليس هناك أفضل من الذكر بعد الصلاة و لو وُجِدَ لقُلتُه لكم, و بالذكر يترقى الإنسان و يخفف طبيعته البشرية, و معرفة الله تعالى لا تكون إلا بتخفيف الطبيعة البشرية, فإذا حصلت المعرفة و المعية مع الله تعالى فإن الطبيعة البشرية لا تطلب إلا بمقدار الحاجة.
- حافظو على تلاوة القرآن الكريم حافظوا على تلاوة القرآن الكريم في كل يوم, و عار على من كان في الطريق الشاذلي أن لا يقرأ في كل يوم جزءاً, لأنه لا يوجد أفضل من القرآن الكريم بعد الصلاة المفروضة,و فهم معاني القرآن روح لإيمان العبد, علينا أن نقوي الإيمان بتلاوة القرآن الكريم و فهم معانيه, و إذا قوي الإيمان ببركة القرآن الكريم, عندها يسهل علينا أن نتخلق بأخلاق رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم و نرمي الأخلاق الذميمة, نسأل الله أن يوفقنا لذلك.
- احفر البئر في أرضك سئل شيخنا - حفظه الله - عن معنى عبارة لأحد العارفين، فأجاب احفر البئر في أرضك لا في أرض غيرك، حتى يطلع الماء من أرضك، لأنك إذا حفرت البئر في أرض غيرك يهجم عليك أصحاب الأرض ويأخذونه .
- كل واحد من الناس يغتر بنفسه من جهة كل واحد من الناس يغتر بنفسه بشيئ، منهم من يغتر بماله، ومنهم بعلمه، ومنهم برجوليته، ومنهم بذكائه، كل واحد له شأن من الشؤون يتعلق به، فيكون متعلقاً بنفسه، كل هذا من الهوى . قال تعالى أفرأيت من اتخذ إلهه هواه ....) .
- الهداية من الله الهداية من الله، لكن علينا أن نأخذ بالأسباب، فنتمسك بأخلاق الرسول عليه الصلاة والسلام .الله أرسل الرسل وأعطاهم الكتب والأخلاق، فعلينا أن نتمسك بأقوالهم ونتخلق بأخلاقهم .
- علينا أن نتمسك بالشريعة علينا أن نتمسك بالشريعة المحمدية فنجري أحكام الشريعة على ظاهرنا، وأن نتمسك بسنة الرسول الأعظم عليه الصلاة والسلام أخلاقاً وافعالاً، ولو كان التمسك ببعض السنن في العمر مرة أو مرتين، حتى لا نحرم من بركاتها، لأنه لا يمكن لنا أن نطبق جميع سنن الرسول صلى الله عليه وسلم، وعلينا بكثرة ذكر الله عزوجل، وبالإخلاص في العبادة . الإخلاص محله الباطن، فعلينا أن نطهر بواطننا عن الأخلاق الرذيلة وعن الخبائث، وأن نتخلص من الرعونات النفسية , هذه صفات المريد القوي الذي يرضى الله جل وعلا عنه، ويرضى هو بقضاء الله تعالى وقدره .[right] | |
|