عادل محمد زايد
عدد المساهمات : 4107 تاريخ التسجيل : 30/01/2009 العمر : 38 الموقع : المشرف علي المنتدي
| موضوع: الطريق فرع الشريعة الأحد مارس 08, 2009 12:28 pm | |
| الوصايا - الطريق فرع الشريعة الطريق فرع الشريعة، فمن لم يتمسك بالشريعة ويدعي أنه من أهل التصوف دعواه باطلة، لأن الأصل هو الشريعة، وأهل التصوف يهتمون بتطهير الباطن وتوجيهه إلى الخالق والأخذ بالعزائم . اعبدُ الخلق في الأرض أ هل التصوف، أعني أهل التصوف الحقيقيين .
- أكثر المؤمنين يركضون وراء الثواب أكثر المؤمنين يركضون وراء الثواب ، مع أن الإصلاح مقدَّم على الثواب ؛ فالكافر والمنافق والفاسق يمكن أن ينفق في وجوه الخير مثلاً , لكن هذا الإنفاق لا يفيده إذا لم يصلح باطنه , لأن قبول الأعمال مشروط بالإخلاص , وهذا أمر لا يمكن للمؤمن أن يجزم به ، ولذا قال ربنا جلَّ وعلا : { والذين يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة } , سألت السيدة عائشة رضي الله عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت : يا رسول الله ! ( أهو الذي يزني ويسرق ويشرب الخمر ثم يخاف الله ) ؟ قال : ( لا يا بنت الصدّيق ، لكنه الذي يتصدق ويصلي ويصوم ويحج ويخاف أن لا يقبل منه) ، أو كما قال عليه الصلاة والسلام . وكما أن الله أمرنا بإصلاح الظاهر ، وذلك بإجراء الأحكام الشرعية عليه ، أمرنا كذلك بإصلاح الباطن ، وذلك بترك الأخلاق الذميمة والتخلق بالأخلاق الحميدة ؛ فإذا لم يطهِّر المؤمن أو المؤمنة قلبه من الحقد والحسد والكبر والرياء والعجب وحب الرئاسة والاستعلاء على الناس وغير ذلك من الصفات الذميمة لا يستفيد من عبادته ، ولو قام الليل وصام النهار . فعلى المؤمن أن يطهِّر باطنه بكثرة ذكر الله عزَّ وجل ، حتى يرِقَّ الحجاب بينه وبين الله تعالى , ولذا كان أساس الطريقة تزكية النفس , وبهذه التزكية مع كثرة ذكر الله عزَّ وجل يَطْهُر الباطن , وإذا طَهُرَ الباطن يرِقّ الحجاب بين العبد وبين الله جلَّ وعلا ، وإذا رقَّ الحجاب يقوى الإيمان ، وإذا قوي الإيمان يصل العبد إلى الاستشعار بقرب الله منه ، حينئذ يثبت عنده الاستحياء من الله تعالى . لو سألت أي مؤمن : إذا كان معك من هو أسَنُّ منك هل تهجم على المعاصي ؟ يقول : لا . فلِمَ تستحيي من الخلق ولا تستحيي من الخالق { وهو معكم أينما كنتم } ؟ هذه المعية ثابتة لجميع الخلق حتى الكفار ، ولكن البُعد صِفَتُنا ، فلا نستشعر بهذه المعية بسبب الحُجُبِ من الموانع والغفلة . فلا بدَّ أن نطهِّر بواطننا حتى تُزال هذه الحجب ، ويحصل لنا الاستشعار بقرب الله تعالى منا .
- الإنكار على الأولياء من لم يكن على سيرة الأولياء يشرد , إما معاندةً وإما حسداً , وإما لعدم معرفته بما وصلوا اليه .
- وجهة القلب في قلب كل إنسان جهتان : جهة العمل الصالح وجهة المخالفات . أنواع الإصلاح كثيرة وأنواع الافساد كثيرة , وكلها تطلع من القلب , فلابد للمؤمن من أن يعتمد على قول الله تعالى ((إن الله كان عليكم رقيباً)) , عندئذ لايعصي الله جل وعلا , ولايخاف من أحد .
- أدب الصحبة علينا أن لا يتعلق بعضنا ببعض , بالحسد والضغينة في القلوب , وب : فلان فعل هكذا وفلان فعل هكذا لأن هذا من النفس والشيطان لكن إذا وجدنا شيئاً مخالفاً من أحد , إذا أمكن نصحه فيما بيننا وبينه , فإن وجدنا منه خشونة نتركه .
- أحوال العبد - الإنسان طول عمره لايخلو عن أربعة أمور : إما طاعة : يفتح الله تعالى عليه بها ويوفقه إليها , فعليه أن يستقبلها بالشكر والمداومة عليها وإما معصية : فعليه أن يستقبلها بالتوبة والاستغفار وفي الحديث ( فويل لمن غلبت آحاده أعشاره ) : الآحاد هي السيئات لأن السيئة بواحدة والأعشار هي الحسنات لأن الحسنة بعشر أمثالها . وإما نعمة : يفتح الله تعالى عليه بها من المال والأولاد وغير ذلك , فعليه ان يستقبلها بالشكر . وإما مصيبة : (( وماأصابتكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم )) , فعليه ان يستقبلها بالصبر . وقد قال ربنا جل وعلا )) من يعمل سوءاً يجز به )).إما مصيبة وابتلاء , وإما أن تنقص آحاده من أعشاره .
- الذكر منشور الولاية ذكر القلب ليس لكل أحد , من ادعى هذا لابد أن يرى من سيرته , هذا من منشورات الرجال الكمّل . الذكر منشور الولاية , فإذا التزم الإنسان بكثرة الذكر كأنه يأخذ السند من رحمة الله تعالى بأنه من أهل الولاية , لكنه إذا أهمل الذكر بعد ذلك فإنه يعزل عن الولاية , من لم يذكر الله كثيرا يكون مع عقله ومع نفسه , أحيانا يستقيم وأحياناً ينحرف . من كان صادقا ً في ذكره تنتشر ولايته وتملأ البلاد . الذي ينحرف بضعف الحضور والذي يستقيم بقوة الحضور .
- الصدق مفتاح التجليات بسم الله الرحمن الرحيم أفضل الناس بعد الأنبياء _ عليهم الصلاة والسّلام _ والصحابة _ رضي الله تعالى عنهم _ والتابعين، هم العلماء، ولكن الله قيَّد مزيّة العلماء بالخشية فقال : إنما يخشى اللهَ من عباده العلماءُ [ فاطر/28]. فأفضل أصناف النّاس بعد الأنبياء والصّحابة والتّابعين هم الذين جمعوا بين العلم والخشية. وأما العالم الذي ليس عنده صدق ولاخشية فهو عالم لا يعمل بعلمه، وهذا يمكن أن يُعذَّب قبل المخالفين من عامّة المسلمين؛ لأنّه يعتبر من لصوص الدّين. نرى عوام المسلمين اعتقادهم أفضل من عوام العلماء لا من خواصهم، لأن خواصّهم مقيّدون بالخشية والتّقوى والصّدق. ونرى عوام العلماء _ مع مزيَّتهم _ ليس عندهم صدق ولا تقوى ولا يجتنبون المعاصي التي تفتح باب الكفر للمؤمنين. فالكذب مثلاً يفتح باب الكفر للمؤمن. المؤمن الذي يكذب ليس كافراً ولكن فعله فعل الكافر. نحن نُعذَّب ونَحْزَن ونُحرق روحيّاً على هذا الصّنف. ما بال هؤلاء يقولون ما لا يفعلون ؟ قد يكونون يفكّرون بأنّهم يتوبون، ولكنّ المعاصي مع العلم لا تليق بإيمان المؤمنين العوام فضلاً عمَّن يكون عالماً بوحدانيّة الله وعظمته وجلاله وربوبيّته وبوصفه بأنّه عالم سبحانه وتعالى. على المؤمن أن يتوب ويرجع قبل أن يُسكَّر عليه باب التّوبة، والله يقبل توبة العبد ما لم يغرغر. هذه الأخلاق المذمومة نجدها في المحبّين لدينهم، نرى فيهم عدم الصّدق، يتكلّمون بألسنتهم ما ليس في قلوبهم. علينا أن لا نكون هكذا. مَن لم يشخِّص له الطّبيب مرضه كيف يُعالَج ؟ هذا المرض _ أعني عدم الصّدق _ موجود فينا، علينا أن نعالجه، حتّى نصلح للتجلّيات الذّاتيّة والصّفاتيّة.
- في ذم المدح لو أصغيت إلى نفسك عندما تُمدح لوجدت العُجب و الغرور فيها يتحرك, و النفوس عند جميع الخلق واحدة, و هذا يعني أن الهوى يتحرك في نفوس الآخرين كما يتحرك في نفسك, لذلك وجب عليك أن لا تمدح حرصاً على إخوانك, و تحثو التراب في وجوه المادحين حرصاً على قلبك و نفسك. [right] | |
|