عادل محمد زايد
عدد المساهمات : 4107 تاريخ التسجيل : 30/01/2009 العمر : 38 الموقع : المشرف علي المنتدي
| موضوع: علوم الصوفية ومعارفهم الجمعة فبراير 13, 2009 4:12 pm | |
| علوم الصوفية ومعارفهم
علوم الصوفية ومعارفهم
اعلم أن التصوف هو علم يعرف به كيفية السلوك، وتصفية البواطن من الرذائل، وتحليتها بأنواع الفضائل، وأوله علم، وأوسطه عمل، وءاخره موهبة.
واعلم أنّ لأهل التصوف علوما عبروا عنها بعبارات لها معان فالمواهب معناها ما يعطى السالك ثمرة مجاهدته وسيره في المقامات وهي الأحوال [(9)]، لأن الأحوال مواهب، والمقامات مكاسب، ولأن الأحوال تأتي والمقامات تحصل ببذل، وقالوا: الأحوال كاسمها، وسمي الحال لتحوله، والمقام مقاما لإقامته، والشوق وهو هيجان القلب عند ذكر المحبوب، والهيبة وهو تعظيم القلب.
وقد قال الشيخ أبو بكر الكلاباذي في كتابه [التعرف لمذهب أهل التصوف]: "اعلم أنّ علوم الصوفية علوم الأحوال، والأحوال مواريث الأعمال، ولا يرث الأحوال [(10)] إلا من صحّح الأعمال. وأول تصحيح الأعمال معرفة علومها، وهي علم الأحكام الشرعية من أصول الفقه وفروعه من الصلاة والصوم وسائر الفرائض إلى علم المعاملات من النكاح والطلاق والمبايعات وسائر ما أوجب الله وندب له، وما لا غناء به عنه من أمور المعاش، وهذه علوم التعلم والاكتساب"، ثم يقول بعد كلام له: "ثم عليه علم ءافات النفس ومعرفتها ورياضتها، وتهذيب أخلاقها، ومكائد العدو، وفتنة الدنيا وسبيل الاحتراز منها، وهذا علم الحكمة، فاذا استقامت النفس على الواجب وصلحت طباعها، سهل عليه إصلاح أخلاقها، وتطهير الظاهر منها، والفراغ مما لها وعزوفها عن الدنيا وإعراضها عنها، فعند ذلك يمكن للعبد مراقبة الخواطر وتطهير السرائر، وهذا علم المعرفة، ثم وراء ذلك علم الخواطر وعلوم المشاهدات والمكاشفات وهي التي تختص بعلم الاشارة، وهو الذي تفرّدت به الصوفية بعد جمعها سائر العلوم التي وصفناها، وإنّما قيل علم الإشارة لأن مشاهدات القلوب ومكاشفات الأسرار يصعب العبارة عنها على التحقيق، بل تعلم بالمنازلات والمواجيد لا يعرفها إلا من نازل الأحوال وحل تلك المقامات". ا.هـ. [center] | |
|