عادل محمد زايد
عدد المساهمات : 4107 تاريخ التسجيل : 30/01/2009 العمر : 38 الموقع : المشرف علي المنتدي
| موضوع: تاج الصوفية.. أبوبكر الشبلي.. الجمعة فبراير 06, 2009 11:24 am | |
| تاج الصوفية.. أبوبكر الشبلي.. أبوبكر دلف بن حجدر، وقيل “جعفر” الشبلي، ولد سنة 247 ه تقريبا، وهو خرساني في الاصل، بغدادي المولد والمنشأ. ويقال إن مولده في سامراء. كان واليا في دنباوند وهي ناحية من رسناق الري في الجبال، تاب في مجلس خير النساج ومضى الى أهلها وقال: كنت والي بلدكم فاجعلوني في حل. صحب ابا القاسم الجنيد شيخ الطريقة الصوفية ومن في عصره من الصلحاء. وهو أول من سمى التصوف بعلم الخرق، في مقابل علم الورق (اي الفقه والعلم الظاهر)، وقد ورد ذلك في ابيات شعر منسوبة الى الشبلي، ذكرها علي بن مهدي، حيث وقف في بغداد على حلقة الشبلي فنظر اليه فوجد معه محبرة فأنشأ الشبلي يقول: تسربلتُ للحرب ثوب الغرق***وهمتُ البلاد لوجد القلق ففيك هتكت قناع الغوى ***وعنك نطقتُ لدى من نطق اذا خاطبوني بعلم الورق***برزت عليهم بعلم الخرق كان الجنيد يقول عنه: لكل قوم تاج، وتاج هؤلاء القوم (الصوفية) الشبلي. وكان ابو عبدالله الرازي يقول: “لم أر في الصوفية أعلم من الشبلي، كان واحد زمانه حالاً ونفساً.. ومن شدة زهده وعبادته كان يلقب بريحانة المؤمنين”. وإذا كان التصوف هو الزهد في الحياة، وترك السلطان، فإن الشبلي تجرد من كل ما تملك يداه من متاع الحياة وترك مجداً تلألأت أنواره. أما اذا اخذنا التصوف في اعلى مراتبه، وفي أرفع غاياته ألا وهو التصوف الذي أساسه المحبة والشوق الى الله الحق، المرتبط بالمعرفة، فإن الشبلي قد أقبل على مجالس العابدين يملأ آفاقهم وجداً وحباً وأنساً، وكان له دور نشيط في نشر التصوف، وكان يؤم حلقته في جامع المنصور خلق كثير. قال له الجنيد: “نحن حبّرنا هذا العلم (التصوف) تحبيراً ثم خبأناه في السراديب فجئت أنت فأظهرته على رؤوس الملأ”. أحوال القلب: يركز الشبلي في تعريفه للتصوف على الأخلاقيات والأحوال النفسية والقلبية، مما يدلل على الأهمية الكبيرة للمفاهيم والمبادئ الاخلاقية في مذهب الصوفي وهي مفاهيم مجسدة في تطبيقات الشبلي التي آلت به من “الغنى” الى “الفقر”. قال عن التصوف: “هو ترويح القلوب، وتجليل الخواطر بأردية الوفاء، والتخلق بالسخاء والبشر في اللقاء، وهو الجلوس مع الله بلا هم”. وعن حالات الخطف الصوفي تحدث الشبلي قائلاً: “ان التصوف برقة محدقة”، وهي البرقة التي تقوده الى وحدة الشهود، فالصوفي من لا يرى في الدارين مع الله غير الله، فالله هو الواحد الأحد القادر المهيمن. وكانت مناجاته للهتستولي على فكره وجوارحه وتبعده عن الانتباه الى حاجات نفسه. وقال الشبلي: وتحسبني حياً وإني لَميتٌ***وبعضي من الهجران يبكي على بعض ويرى الشبلي انه “ليس للمريد فترة ولا لعارف معرفة ولا للمعرفة علاقة ولا للمحب سكون ولا للصادق دعوى ولا للخائف قرار ولا للخلق من الله فرار”. وتوفي الشبلي عن عمر يناهز سبعاً وثمانين سنة، في ذي الحجة سنة 334 ه، ودفن في بغداد في مقبرة الخيزران.
المصدر: دار الخليج http://www.alkhaleej.ae/articles/show_article.cfm?val=109338 الصفحة الأولى> الدين للحياة[center] | |
|