قصيدة الامام الشافعي {احب الصالحين ولست منهم}
أحب الصالحيـن ولسـت منهـم
لعلـي أن أنـال بهـم شفـاعـة
وأكـره مـن تجارتـه المعاصـي
ولو كنـا سـواء فـي البضاعـة
يخاطبنـي السفيـه بكـل قـبـح
فأكـره أكــون لــه مجيـبـا
يزيـد سفاهـة فـأزيـد حلـمـا
كعـود زاده الإحــراق طيـبـا
شكوت إلى وكيـع سـؤ حفظـي
فأرشدني إلـى تـرك المعاصـي
وأخبرنـي بـأن العـلـم نــور
ونـور الله لا يهـدى لعـاصـي
علـي ثيـاب لـو يبـاع جميعهـا
بفلس لكان الفلـس منهـن أكثـرا
وفيهن نفس لـو تقـاس ببعضهـا
نفوس الورى كانت أجـل وأكبـرا
وما ضر السيـف إغـلاق غمـده
إذا كان عضبا أين ما وجهته فرى
نعيـب زماننـا والعـيـب فيـنـا
ومـال زماننـا عـيـب سـوانـا
ونهجـو ذا الزمـان بغيـر ذنـب
ولو نطـق الزمـان لنـا هجانـا
وليس الذئـب يأكـل لحـم ذئـب
ويأكـل بعضنـا بعـض عيـانـا
تموت الأسد في الغابـات جوعـا
ولحـم الضـأن تأكلـه الكـلاب
وعبـد قـد ينـام علـى حريـر
وذو نسـب مفارشـه الـتـراب
الدهر يومان ذا أمـن وذا خطـر
والعيش عيشان ذا صفو وذا كـدر
أما ترى البحر تعلو فوقـه جيـف
وتستقـر بأقصـى قاعـه الـدرر
وفي السماء نجـوم لا عـداد لهـا
وليس يكسف إلا الشمس والقمـر
أخي لـن تنـال العلـم إلا بستـة
سأنبيـك عـن تفصيلهـا ببـيـان
ذكاء وحـرص واجتهـاد وبلغـة
وصحبـة أستـاذ وطـول زمـان
قالو سكت وقد خوصمت قلت لهم
إن الجواب لبـاب الشـر مفتـاح
والصمت عن جاهل أو أحمق شرفا
وفيه أيضا لصون العرض إصلاح
أما ترى الأسد تخشى وهي صامتة
والكلب يخسى لعمري وهو نبـاح
وعيناك إن أبـدت إليـك مسـاؤا
فدعها وقل يا عين للنـاس أعيـن
فلا ينطقن منـك اللسـان بسـوءة
فكلـك سـوءات وللنـاس ألسـن
وعاشر بمعروف وسامح من اعتدى
ودافع ولكن بالتـي هـي أحسـن