حاجة المسلمين إلى التصوف
للدين مقامات ثلاثة:
1– الإيمان
2- الإسلام
3-الإحسان .
وبذلك يجب علي كل مسلم ألا يخاطر بدينه وعقيدته تجت اي مسمي او ادعاء ,لأنه جينما ينكر التصوف الإسلامى فإنما ينكر مقاما من أهم مقامات الدين وارقاها وهو مقام الإحسان وهو امر بديهي بمكان ,لإن مقام الإحسان هو لب الدين و جوهره { فانه كما ثبت في الحديث الصحيح : (ان تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك ) .
وهذا ما ينشده من يطلق عليهم الصوفية ,والعارفين بالله , واولياء الله ,أو المتصلين بالله ,أو المتحققين بنور الإيمان ,أومن يأخذون الدين بقوة العزائم وليس بالرخص والتأويلات .
بسم الله الرحمن الرحيم ... رِجَالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالأبْصَارُ (٣٧ النور
إنهم أرباب الأحوال والمقامات والإلهامات والمكاشافات من اهل الزهد و الورع واهل المواجيد والأذواق أو أهل التحقيق .
فالتصوف فى حقيقته ليس دخيلاً على الدين بل هو جوهره وسره وثمرته .فرجال التصوف هم العلماء بالله المفرِدون الله بالعبودية ,الموحدون المخلصون دون شائبة شرك أو رياء فهم السابقون المقربون الذين عناهم الرسول بقوله : " سبق المفردون ,قالوا وما المفردون يا رسول الله ؟ قال : الذاكرون الله كثيراً والذاكرات ,ألقى الذكر عنهم أوزارهم فوردوا القيامة خفافاً " .
خطورة التهجم على التصوف ورجال الله .
منذ اشتعال الحرب الصليبية وانتصار المسلمين عليهم نصراً مؤزراً على كافة دول الغرب الصليبي وظهور أبطال محاربين ممن منحهم الله القوة الخارقة والشجاعة النادرة التى قلبت الموازين ورفعت هامات المسلمين من أمثال سيدى أحمد البدوى وسيدى إبراهيم الدسوقى وسيدى أبي الحسن الشاذلى وغيرهم من رجال الله ومن هم من آل بيت رسول الله . إلا وقد ظهرت حرب فكرية لم تخمد أزارها حتى الأن بالتشكيك المزرى السخيف فى هؤلاء الأبطال والتشكيك فى منهجهم الذى وصلوا به الى الله . ومدارس الاستشراق التى يقوم عليها يهود ومن والاهم وقد تخصصوا فى املل والنحل لا دأب لهم ولا نشاط إلا محاربة دين الإسلام والتفريق بين أبناءه ومحاولة بث الكراهية والعداء لأولياء الله وآل البيت ,ومما يندى له الجبين أن أكثر من يرفع علم المعادة لأولياء الله هم بعض من ينتمون لهذا الدين بدعوى ظاهرها تخليص الدين من الشرك والوثنية والقبورية وباطنها طعن هذا الدين فى مقتل !! كبرت كلمة تخرج من أفواههم إن يقولون إلا كذبا . فهم لا يرددون إلا زفرات الحقد الدفين بإيعاذ من جندوهم وطمثوا هويتهم الإسلامية من أعداء الملة الحنيفة الذين يريدون الحيلولة بين الأمة وبين أهل القدوة الحسنة من الأولياء وآل البيت لتصير الأمة إلى ما صارت إليه كغثاء الثيل فتظل لقمة سائغة لأعدائها .
الشريعة والطريقة والحقيقة
فالشريعة أخى المسلم : أن تعبده والطريقة أن تقصده والحقيقة أن تتشهده . فالحقيقة التى يمنحها الله لاوليائه هى التى تعطى للشريعة معناها السامى العميق ,لأن الشريعة هى أمر بالتزام العبودية لله وحده ,والحقيقة هى مشاهدة عظمة الربوبية فى كونه وتجلى أسماء الله وصفاته على قلب العارف فيبدوا مشاهدا لآلاء الله ومراقبا لجنابه الأقدس .
فمن وقف على أحكام الشريعة ( كتاباًً وسنة ) أدى العبادات على الوجه الصحيح ,ومن أكثر من ذكر الله تعالى مستشعراً عظمته بعد أن فعل المأمورات وترك المحظورات فقد تصوف , فصفا قلبه من الكدر , وامتلأ من الفكر ,فذاق محبة ربه فأنس به .( ... وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ ... (١٦٥ البقرة
رزقنا الله حبه وحب من أحبه وحب عمل يوصلنا إلى حبك .
قال الله تعالى: ﴿إنّما يخشىَ اللهَ من عبادِهِ العُلماء إنّ اللهَ عزيزٌ غفورٌ (28)﴾، [سورة فاطر] و قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ومن سلك طريقا يلتمس فيه علما سهّل الله له به طريقا إلى الجنة" الحديث رواه مسلم.
اعلم أرشدك الله أنّ مذهب القوم وطريقهم، هو طريق أهل السنة والجماعة، فقد صحت عقيدتهم وصح اتباعهم، غرضهم الالتزام بما كان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم والسلف الصالح، مع الإكثار من النوافل، والخروج عن الدنيا و الملذات، ويدل على حسن اتباعهم وصدق يقينهم وصحة معتقدهم، أنهم رفعوا لواء العلم، فكان منهم العلماء والقراء والمحدثون، وما ينقل عنهم من عبارات خالصة في التوحيد والتنزيه دال على حسن اتباعهم وصدق انتمائهم
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى اهلة وصحبة اجمعين.