قصة سيدنا معروف الكرخي والغلام ...
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله وصحبه الكرام ..
قصة معروف الكرخي والغلام ....
قال عامر بن عبد الله الكرخي رحمه الله : كان بجواري رجل نصراني فبينما انا ذات يوم في منزلي وإذ به قد أتاني وقال لي يا أبا عامر إن لي عليك حق الجوار وأنا أسالك بحق خالق الليل والنهار إلا ما مضيت بي إلى ولي من أولياء الله الأبرار ليدعو لي أن يرزقني الله ولدا فقلبي إليه بالأشواق وفي كبدي منه لوعة واحتراق . قال فأخذته إلى معروف الكرخي رحمة الله عليه فأخبرته بأمره فدعاه معروف إلى الإسلام فقال يا معروف إنك لن تقدر على هدايتي إلا أن يهديني العلام وأنا أسالك الدعاء فيما جئت فيه والسلام فرفع معروف يديه وقال اللهم إني أسالك أن ترزقه ولدا يكون بارا بوالديه ويكون إسلامهما على يديه .......
فاستجاب الله له ورزقه ولدا فاق بكمال عقله على أهل زمانه وعلا بنجابته على أبناء جنسه وأقرانه فلما كبر أتى أبوه إلى معلم دينهم ليعلمه كتابهم ويوضح له أسبابهم فاجلسه المعلم بين يديه ودفع اللوح إليه وقال له : قل . قال : وما أقول ؟!! ولساني عن نثليثكم معقول وقلبي بحب ربي مشغول . فقال له المعلم : يا بني .. ما عن هذا سألتك ! فقال : عم سالتني ؟ قال سألتك عما جئت إلي تتعلمه وأتيت تفهمه .. فقال : علمني شيئا يقبله عقلي ويدركه ذهني ونقلي .....
فقال قل يا بني ألف فقال الصغير ألف الوصل ألفت كل قلب لحبيب صفاته أزلية
فقال له المعلم يا بني قل باء فقال باء عين البقاء أحيا نفوسا لم بدع حبه لها من بقية
فقال له المعلم يا بني قل تاء فقال تاء تقي القلوب يكشف عنها كل شك تكون منه برية
فقال له المعلم يا بني قل ثاء فقال ثاء ثوب الثبات ثبت قوما قد ثووا في المقاعد العندية
فقال له المعلم يا بني قل جيم فقال جيم نور الجمال تجلى عليهم في تجليه بكرة وعشية ...
فقال له المعلم يا بني قل حاء فقال حاء حمد الإله أحمى قلوبا فحماها من الخصال الدنية .
فقال له المعلم يا بني قل خاء فقال خاء خوف الإله أذهب عنهم كل حزن لهم وكل رزية .
وما زال المعلم يلقنه حرفا حرفا وهو يجيبه عنها بكلام منظوم مقفى إلى أن ذهل عقل المعلم وطاش ووجد في قلبه مما سمعه انتعاش وعلم أن كل دين غير الإسلام لاش ....
أما والذي أضحك وأبكى والذي امات وأحيا والذي أخرج المرعى لقد خاب من يسعى إلى غير بابه وضل الذي يوما إلى غيره يدعي .. هو القصد لا شيء سواه فمن يسعى إلى غير ذلك القصد فيا خيبة المسعى .....
قال فلما سمع المعلم كلامه الذي سلب عقله وشجاه علم ان ما
أنطقه إلا الذي خلقه وأنشاه . فقال عند ذلك في سر نجواه أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا
رسول الله . ثم أخذ الصبي وأتى به إلى أبيه فلما رآهما أبوه قد أقبلا صار وجهه بالبشر متهللا فقال
للمعلم كيف وجدت ولدي في ذكائه وفطنته . فقال له المعلم اصغ إلى مقالته ثم عرض عليه
المقال .. فقال أبوه والذي يغيث المضطر والملهوف ما انل ولدي هذه المنزلة إلا بركة دعوة
معروف . ثم قال : الحمد لله الذي أنقذنا بك يا بني من الضلال بعد أن كنا على أسوأ حال . وأنا
اشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله . ثم أسلمت أم الصبي وكل من في الدار وكسروا
الصليب وقطعوا الزنار وأنقذهم الله بدعوة معلاوف من النار ...
الله ******* الله ****** الله