لا إله إلا الله محمد رسول الله هى كلمة التقوى قال تعالى : " وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَقْوَى وَكَانُوا أَحَقَّ بِهَا وَأَهْلَهَا وسيدنا محمد صلى الله علية وسلمانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَىْءٍ عَلِيماً " (الفتح 26) (وَأَلْزَمَهُمْ ) أى المؤمنين (كَلِمَةَ التَقْوَى ) لا إله إلا الله محمد رسول الله وأضيفت إلى التقوى لأنها سببها .
قال سيدى الإمام الشيخ / صالح الجعفرى رضى الله عنه :
(وَأَلْزَمَهُمْ ) من الملازمة وهى عدم البعد وعدم الإنفكاك ..والملازمة قسمان معنوية وهى لزوم القلب لمعناها بعدد اللحظات حتى تخرج الروح وهى على هذا الحال .
(كَلِمَةَ التَقْوَى ) هى جملتان وليست بكلمة ولكن قد تطلق الكلمة ويراد بها الكلام لأن الصوفية يقولون النفس الأمارة يصلح لها ذكر لا إله إلا الله وبه تنتقل إلى لوامة وتتوب وتندم على ما كان منها ويسمى صاحبها تقيالأنه أتقى أى إبتعد عن المعاصى بسبب التوبة والندم ..والتقوى حروفها أربعة وكلمة التوحيد كلماتها أربعة فيكتسب كل حرف من كلمة معنى ..فالتاء ( توكل على الله )تكتسب من (لا) والقاف ( قناعة بما قسم الله ) تكتسب من (إله)والواو ( ورع ) يكتسب من (إلا) والياء ( يقين )يكتسب من (الله) .
لا إله إلا الله تنفى ما سوى الله من الآلهة الباطلة وتثبت الإله الحق .. والتقوى تنفى طاعة الشيطان والهوى والنفس وتثبت طاعة الله تعالى فهى تشبه الكلمة فى الإثبات والنفى .
ومن أجل صفات الإكرام ذكر الله تعالى لعبده والمعية الإلهية كما فى الحديث القدسى ( أنا مع عبدى ما ذكرنى وتحركت بى شفتاه ) وفى الحديث القدسى ( وأنا معه حين يذكرنى فإن ذكرنى فى نفسه ذكرته فى نفسى ) وهذا يسمى الذكر الخفى ويتسبب عنه عطاء خفى وهو حب الله تعالى الزائد عن حب الناس لله تعالى والأنس بالله أنساً خارقاً للعادة عن هذا الأنس حب الخلوة مع الله تعالى .
قال بعض العارفين : ولقد جعلتك فى الفؤاد محدثى ****** وأبحت جسمى من أراد جلوسى
فالجسم منى للجليس مؤانس ***** وحبيب قلبى فى الفؤاد أنيسى
ثم يحصل له التلذذ بذكر الله تعالى فى حالات أربع ذكر باللسان وذكر بالقلب وذكر باللسان والقلب معاً وذكر بالروح لسماع ذكر الله تعالى أو آى ذكره الحكيم .
قال سيدى الشيخ عبد السلام الأسمر رضى الله عنه : الحمد لربى قد هدانى ****** كلمة خفيفة على لسانى
هى علامة على الإيمان ****** ويوم القيامة ما وزنها شىء
كلما ذكر لا إله إلا الله خرج من قلبه ظلام ووضع مكانه نور حتى يكره ما كان يحب من المعاصى ويلوم نفسه على ما كان منه من تقصير فينقله الشيخ إلى ذكر إسمه تعالى ( الله ) وهو إثبات فقط ليزداد به نوراً ويصل إلى درجة الإلهام فتسمى نفسه ملهمة قال تعالى : " فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا " (الشمس أى عرفها فجورها لتفر منه وعرفها سبيل التقوى لتسلكه ولذلك قال تعالى : " قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا " (الشمس 9-10) وذلك بواسطة القرآن والذكر فإلهام القرآن بيان للحلال والحرام وإلهام الذكر حب الطاعة وبغض المعصية وذلك من بركات ذكر الله تعالى .
قال الشيخ الأكبر سيدى محيى الدين بن عربى رضى الله عنه : الذكر ينور الجسد والعلم ينور الروح .
إن أفضل الذكر لا إله إلا الله لأنها العروة الوثقى فمن واظب عليها مراعيا للآداب الشرعية رقى فى مراقى ومنازل الصالحين الذين صلحت أعمالهم وتحسنت أخلاقهم وطابت نفوسهم .
وكلمة لا إله إلا الله هى كلمة الإخلاص لأن من نطق بها مستحضراً لمعناها أخلص الربوبية لله وحده لما إشتملت عليه من النفى الذى هو لا إله والإثبات الذى هو إلا الله فيجب إذا على ذاكر كلمة الإخلاص الإستسلام والإنقياد
شئل الشبلى رضى الله عنه : متى تستريح ؟ فقال ما دمت له ذاكراً .
قال النووى رضى الله عنه : لكل شىء وعقوبة العارف إنقطاع عن ذكر الله .
قال أنس بن مالك رضى الله عنه : ذكر الله تعالى علامة على تحقيق الإيمان وبراءة من النفاق وحرز من الشيطان وحصن من النار.
قال مالك بن دينار رضى الله عنه : من لم يأنس بحديث الله عن حديث الخلق فقد قل عمله وضعف عمله وعمى قلبه وضاع عمره .
فبالذكر تزول الوسوسة ويأمن العبد من المكائد ففى الخبر يقول تعالى : " لا إله إلا الله حصنى فمن دخل حصنى أمن من عذابى " .
وكلمة لا إله إلا الله هى التوحيد والتوحيد هو البداية وهو النهاية ومنها رجوع إلى البداية منها بدأ وإليها يعود ..فالتوحيد هو إعتقاد الوحدانية لله تعالى قال سيدى أحمد بن إدريس رضى الله عنه : ومراتبة ثلاثة :توحيد العامة وهو أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله وتوحيد الخاصة ألا ترى مع الحق سواه وتوحيد خاصة الخاصة بأن لا ترى سوى ذات واحدة .. وقال أيضاً : لا إله إلا الله هى الكلمة العالية الشريفة الغالية من إستمسك بها فقد سلم ومن إستعصم بعصمتها فقد عصم .