عبدالرحيم القنائي رضي الله عنه
عبدالرحيم القناوي
من المغرب جاء الولي الصالح عبدالرحيم الذي ينتهي نسبه إلي الحسين بن علي بن أبي طالب والذي حمل بعد ذلك لقب القناوي ليستقر في قنا داخل صعيد مصر.. كانت له رسالة واضحة يسعي من أجلها وهي تعليم الدين ونشره بين البسطاء من الناس بايضاح الأمور لهم وتقوية القلوب أمام هجمات الحرب الصليبية التي كانت قد بدأت في ذلك الوقت..وجاء إلي مصر وأول ما أقام كان في قوص بلدة صديقه القشيري ولم يظل بها كثيرا حتي جاءته رؤيا تأمره بأن يذهب إلي قنا ليبدأ فيها الجهاد الذي كان مشتاقا إليه ومن أجله ترك بلده ليتتبعه من يحتاجون إليه بعلومه التي تلقاها من سوريا.
ذهب إلي قنا ليحمل اسمها بعد ذلك بعد أن أصبح شيخا لها وعرف بعبدالرحيم القناوي وفي تلك المدينة ذاع صيته في صعيد مصر وسمع الكثيرون عن تقواه وصلاحه أقام مدرسة لقن فيها تلاميذه الفقه المالكي وعلوم الحديث والتفسير وكان يذكرهم دائما بمحاربة البدع والبعد عن الخرافات ويحثهم علي العمل وينقي ما علق بأذهان البعض من أن التصوف يعني التفرغ للعبادة وترك العمل فكان يعمل رحمه الله في تجارة الحبوب. وكان يوم درسه الأربعاء وهو يوم ارتبط بكراماته الكثيرة التي ذكرت عنه فمن يرغب في طلب من الشيخ يذهب إلي مقامه يوم الأربعاء ويسير إليه وهو حافي القدمين مكشوف الرأس وقت أذان الظهيرة ويطلب.. ويلبي طلبه ومازال الكثير من أبناء الصعيد يؤدون ذلك الطقس ويعتقدون فيه اعتقادا شديدا بعد أن عرف عن سيدي عبدالرحيم القناوي أنه كان مستجاب الدعاء في حياته وتذكر عنه كرامة أنه كان في طريقه للحج خارجا من قنا متخذا طريق (القصير) علي البحر الأحمر وكان راكبا ناقته التي تعبت من الطريق ونفقت فسار علي قدميه يريد إكمال الطريق وشعر بالتعب فسار علي أربع.. فتعبت يداه وتشققت.. فأخذ يتدحرج ويزحف علي بطنه حتي بلغ (القصير) وهناك عجز عن الحركة فرقد داعيا النسيم إليه وحمله برسالة إلي النبي صلي الله عليه وسلم قائلا له إنني فعلت كل ما في وسعي ولكن لا أستطيع أن أذهب أبعد من ذلك؟
فعاد النسيم ورد عليه حاملا: رسالة الرسول الكريم صلي الله عليه وسلم: النبي يساوي بين الإرادة والفعل ويمنعك عن المحاولة مرة أخري.. ألا أن تعود).. وعاد سيدي عبدالرحيم إلي قنا مريضا وعلي فراش الموت جاءه النبي صلي الله عليه وسلم وحياه قائلا ( لقد بذلت كل الجهد الذي يستطيع بشر أن يبذله وأكثر لكي تأتي إلي لكنك لم تستطع.. لذلك جئت إليك أنا)