مدد يا أهل المدد بالكتاب والسنة وتحدي!!!
يدعي المناهضون للتصوف والصوفية أن كلمة مدد التي تجري على لسان كل المتصوفين
تقريبا هي من قبيل الشرك الأصغر لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"إذا سألت
فاسأل الله وإذا استعنت فاستعن بالله" صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.
طيب إيه رأيكم إن المدد مذكور في القرآن!!!
ألم يقل الله عز وجل:وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنْتُمْ أَذِلَّةٌ فَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (123) _ِإِذْ تَقُولُ لِلمُؤْمِنِينَ
أَلَن يَّكْفِيَكُمْ أَن يُّمِدَّكُمْ رَبُّكُمْ بِثَلاثَةِ آلافٍ مِّنَ المَلائِكَةِ مُنْزَلِينَ (124) __ بَلَى إِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا وَيَأْتُوكُم مِّنْ فَوْرِهِمْ
هَذَا يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُمْ بِخَمْسَةِ آلافٍ مِّنَ المَلائِكَةِ مُسَوِّمِينَ (125) وَمَا جَعَلَهُ اللَّهُ إِلاَّ بُشْرَى لَكُمْ وَلِتَطْمَئِنَّ قُلُوبُكُمْ بِهِ
وَمَا النَّصْرُ إِلاَّ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ العَزِيزِ الحَكِيمِ (126) _(آل عمران)
كما قال سبحانه وتعالى:"إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِّنَ المَلائِكَةِ مُرْدِفِينَ (9) وَ مَا جَعَلَهُ اللَّهُ
إِلاَّ بُشْرَى ولِتَطْمَئِنَّ بِهِ قُلُوبُكُمْ ومَا النَّصْرُ إِلاَّ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (10) إِذْ يُغَشِّيكُمُ النُّعَاسَ أَمَنَةً مِّنْهُ وَيُنَزِّلُ
عَلَيْكُم مِّنَ السَّمَاءِ مَاءً لِّيُطَهِّرَكُمْ بِهِ وَيُذْهِبَ عَنْكُمْ رِجْزَ الشَّيْطَانِ وَلِيَرْبِطَ عَلَى قُلُوبِكُمْ وَيُثَبِّتَ بِهِ الأَقْدَامَ (11) إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى
المَلائِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُوا الَّذِينَ آمَنُوا سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ فَاضْرِبُوا فَوْقَ الأَعْنَاقِ
وَاضْرِبُوا مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ (12)" __(سورة الأنفال)
وهذه الايات الكريمة تتحدث عن مشهد غزوة بدر الكبرى، وبإجماع علماء التفسير أن المدد في هذه الآيات الكريمة
هو الملائكة، وأنهم أيضاهم البشرى، وقيل البشرى هي النصر، نزلوا يبشروا به المؤمنين
فلماذا أنزل الله هذا المددمن الملائكة
الجواب واضح في الآيات الكريمة، فثبتوا الذين آمنوا، أي أن الملائكة مدد ومعونة والحكمة من هذا المدد تثبيت المؤمنين.
نأتي لكلمة مدد يا أسيادنا، والتي نرددها جميعا بيقين المحبين، الذين ذاقوا حلاوة التثبيت من الله عز وجل
بمن أمدهم بهم من مشايخ هم أولياء صالحين، رءوا منهم في صنوف الولاية العظمى كرامات، فهم المدد من الله، وهم مدد
من عند الله يهدي به الله من يشاء ويثبت به المؤمنين، وهل الملائكة الذين سجدوا لآدم بأمر الله أكرم وأحق بتثبيت
المؤمنين ممن قال فيهم رب العباد: "أَلا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ (62) الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ
(63) لَهُمُ البُشْرَى فِي الحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ لا تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الفَوْزُ العَظِيمُ" (64)(سورة يونس)
إذن ليس من غريب المنطق أن نعتبر كل من يدعو في سبيل الله لما يرضي الله وحب الله وحب من أحب الله وعلى رؤوسهم
رسوله المكرم وآل بيته الطاهرين والأولياء الصالحين ليس من غريب المنطق أن نعرف أنهم مدد من عند الله
كذلك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:" إن الله يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة، من يجدد لها دينها،
رواه أبوداوود في سننه، وقال الشيخ الألباني صحيح،
فالله يمد هذه الأمة على رأس كل مائة عام بمن يجدد لها دينها.
هذا مبدئيا!!!
أما خلاصة القول فيمن يدعي على إخوانه الشرك الأصغر علشان بيقولوا مدد يا سيدي فلان فيسعدني أن أسوق له هذا الحديث،
عن محمود بن لبيد ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :"ان أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغرقالوا وما الشرك الأصغر
يا رسول الله قال الرياء يقول الله عز وجل لهم يوم القيامة إذا جزى الناس بأعمالهم اذهبوا إلى الذين كنتم
تراؤون في الدنيافانظروا هل تجدون عندهم جزاء"الحديث حسن صحيح بمسند الإمام أحمد بن حنبل
فهلا أفتانا من يدعون على قائلي "مدد" بأن هذا من الشرك الأصغر من أين أتوا بهذا التفسير العجيب، وهل لديهم مصدر
أقوى من رسول الله صلى الله عليه وسلم، معاذ الله
أسمع أحدهم الآن يقول حتى إن لم يكن شرك فإنه معصية لعدم جواز الاستعانة بغير الله!!!!
صدقت فلا تجوز الاستعانة بغير الله ولكن ما معنى هذا الحديث أيضا؟!!
لوكان معناه كما تظن لحرم علينا الإستعانة بأمهاتنا في المأكل والملبس وغسيل آخر الأسبوع، ويبقى ساعتها حرام أقول لموظف خلصلي أوراقي، واللا لتاجر فرجني على القماشة دي؟؟؟!!
هل هذا منطق، وهل كذلك فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم؟؟
بالطبع لأ!!!
لقد قيل الحديث لقوم حديثي عهد بالإسلام، كان يعبدون الأصنام بدعوى أنها تقربهم من الله وستكون شفعاء لهم لديه،
فالإستعانة بغير الله في هذا المقام لا تجوز
وينطلق أخ آخر قائلاً: طب وهيه الإستعانة برضه يصح تطلب من أموات لا حول لهم ولا قوة،
أقول له ياسيدي من أفتاك بأن الأموات لا حول لهم ولا قوة، إن الميت ينقطع عمله إلامن ثلاث كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
ولكنه لم يقل أنه لا حول له ولا قوة.
كذلك فإن الله عز وجل حسم أمر الأموات بما لا يدع مجالا للخلاف فقد قال جل وعلا: "قل الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم إلا قليلا"
فهل أوتيت أنت هذا العلم الذي احتفظ به الله لذاته، أم أنك سبق مت وعرفت الواحد وهوه ميت يقدر يساعد حد واللا لأ
وبعدين صحيت ورجعت للحياة وأفتيت هذه الفتوى؟؟!!!
ما اقصدش اتريق، ولكن أقصد توضيح إستحالة إحاطة أحد بمثل هذا العلم.!!
أتى الآن صوت آخر يقول طب وانتواش عرفكم إنهم يقدروا يعملوا أي حاجة وبنفس المنطق الذي قلتيه حالا؟؟!!
أقولك حاجتين
الأولى لوكنت بتشوف أرواحهم وبتخاطبها ما كنتش قلت كده!!!
وده كلام ممكن وعادي ومش غريب، بدليل حديث سيدنا رسول الله صلىالله عليه وسلم
"من رآني في المنام فسيراني في اليقظة ولا يتمثل الشيطان بي"
أي أن رؤية الأرواح ومخاطبتها في اليقظة كما هويحدث في المنام أمر ممكن وجائز، خاصة أن الحديث صحيح رواه الإمامان البخاري ومسلم
أما الحاجة التانية فهي إنك لو كان سبقلك وقعت في مشكلة كبيرة ومأزق مفاجئ وقلت مدد يا سيدة زينب لقيتها جنبك ولحقتك، ماكنتش برضه تقول كده
نفس الكلام لما تدخل على شيخك شايل هم الدنيا على دماغك وقبل ما تتكلم تلاقيه رد على اللي في بالك، وتخرج من عنده
وانت فايق ورايق وقبل ما توصل البيت تلاقي تليفون بيقولك كل المشاكل انتهت
المشكلة يا جماعة زي ما أسيادنا قالوا "من ذاق عرف"
واستعانتنا بيهم أحياء وأموات -عفوا- وهم في قبورهم أحياء، إنما هي اعتراف بالتقصير في جنب الله تعالى مهما بلغ العبد
في التوسل لله والعبادة، واعتراف أيضا بفضل أمدهم به الله عز وجل من كرامات حال حياتهم وبعد وفاتهم لعل الناس
تتعلم منهم وتهتدي بهداهم الذي هو على نهج الحبيب المصطفى عليه الصلاة والسلام
المسألة مسألة نية
وإذا كان القارئ الكريم من المعترضين على التصوف أو حتى يريد أن يعرف سبب الهجوم على الصوفية فليعلم أن عدم
إدراك بعضنا لبعض الغيبيات ليس دليلا على عدم وقوعها وإدراك الآخرين لها،
وهل تصلح شهادة أعمى في وسط النهار على أننا في منتصف الليل؟؟!!!
أشهد الله عز وجل أنني لا أقصد السخرية من أحد، ولا أزكي صوفي على غير المتصوف أو العكس،"فلا تزكوا أنفسكم هو أعلم بمن اتقى"
وإنما قصدت أن أوضح بأن الأسس التي على أساسها تهاجم الصوفية ليست من الكتاب والسنة في شئ، وإنما هي معول هدم إسلامي
بيد عدو صهيوني لا يبتغي إلا التفرقة بين المسلمين
أسأل الله القبول
اللهم أمين
يقول ابن تيمية وهو من علماء السنة: اتَّفَقَ أَهْلُ السُّنَّةِ وَالْجَمَاعَةِ عَلَى مَا تَوَاتَرَ عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - أَنَّهُ قَالَ : خَيْرُ هَذِهِ الْأُمَّةِ بَعْدَ نَبِيِّهَا أَبُو بَكْرٍ ثُمَّ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا. وَكَانَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ آخِرَ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ الْمَهْدِيِّينَ. وَكَذَلِكَ نُؤْمِنُ " بِالْإِمْسَاكِ عَمَّا شَجَرَ بَيْنَهُمْ " وَنَعْلَمُ أَنَّ بَعْضَ الْمَنْقُولِ فِي ذَلِكَ كَذِبٌ . وَهُمْ كَانُوا مُجْتَهِدِينَ ؛ إمَّا مُصِيبِينَ لَهُمْ أَجْرَانِ ؛ أَوْ مُثَابِينَ عَلَى عَمَلِهِمْ الصَّالِحِ مَغْفُورٌ لَهُمْ خَطَؤُهُمْ... وَكَذَلِكَ " آلُ بَيْتِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " لَهُمْ مِنْ الْحُقُوقِ مَا يَجِبُ رِعَايَتُهَا فَإِنَّ اللَّهَ جَعَلَ لَهُمْ حَقًّا فِي الْخُمُسِ وَالْفَيْءِ وَأَمَرَ بِالصَّلَاةِ عَلَيْهِمْ مَعَ الصَّلَاةِ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ لَنَا : { قُولُوا : اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا صَلَّيْت عَلَى آلِ إبْرَاهِيمَ إنَّك حَمِيدٌ مَجِيدٌ . وَبَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا بَارَكْت عَلَى آلِ إبْرَاهِيمَ إنَّك حَمِيدٌ مَجِيدٌ