هاتان الصلاتان الشريفتان هما لسيدنا ومولانا إِمام العارفين وخاتمة الأولياء المحققين الشيخ الأكبر سيدي محيي الدين ابن العربي رضي الله عنه. أما الصلاة الأولى وهي اللهم أَفض صلة صلواتك. وسلامة تسليماتك إِلى آخرها فقد نقلتها من شرحها المسمى ورد الورود وفيض البحر المورود للولي الكبير العارف الشهير سيدي الشيخ عبد الغني النابلسي رضي الله عنه. وذكر في آخره ما يفيد أنها تقرأ في كل وقت من الأوقات خصوصاً ليلة الجمعة ويومها السر قريب وأمر عجيب.
(فائدة) من فوائد هذا الشرح قال رضي الله عنه عند قول المصنف كلمة الاسم الأعظم وفاتحة الكنز المطلسم. وقد ورد في الحديث القدسي: كُنْتُ كَنْزاً لَمْ أُعْرَفْ فَأَحْبَبْتُ أَنْ أُعْرَفَ فَخَلَقْتُ خَلْقاً وَتَعَرَّفْتُ إِلَيْهِمْ فَبِي عَرَفُونِي. وقوله فبي من حيث عدد الجمل اثنان وتسعون وعدد حساب محمد اثنان وتسعون فقوله تعالى فبي عرفوني معناه فبمحمد صلى الله عليه وسلم عرفوني ا.هـ. وأما الصلاة الثانية وهي المسماة بالأكبرية فقد نقلتها من شرحها المسمى الهبات الأنورية على الصلوات الأكبرية لسيدي الولي الكبير العارف الشهير السيد مصطفى بن كمال الدين البكري الصديقي رضي الله عنه ونسخة الشرح التي نقلتها منها في غاية الصحة لأنها قُرئت على المؤلف وقد ذكر الشارح ترجمة سيدي الشيخ محي الدين مؤلف هذه الصلاة رضي الله عنه مختصرة فلنذكرها هنا بحروفها تبركاً بذكره الشريف رضي الله عنه. قال اعلم أيها الأخ في رضاعة ثدي الإسلام. وفقني الله وإياك للقبول والاستسلام. أن واضع هذه الصلوات النبوية الدالة على علو المنزلة القطبية. هو الإمام الهمام المقدام الضرغام خاتم الولاية المحمدية. المحقق المدقق. والحبر البحر الرائق الفائق المتدفق. والعارف العارف الموفَّق الموقِّق. بين كلام الأئمة الذين كل منهم للحجب ممزِّق. الكبريت الأحمر. والمِنْطيق الأبهر. والحقيق بكل مقام أَفخر. الشيخ الأكبر. أبو عبد الله محيي الدين. بهجة الأولياء الراسخين. محمد بن علي بن محمد بن العربي الحاتمي الطائي الأندلسي قدس الله سره وروح روحه. ووالى عليه فتحه وفتوحه. العلم الفرد الغني عن التعريف وذكر المناقب. فإن من مارس كتبه علم أنه آية باهرة ونجم علم ثاقب. بل قمر منير زاهر. بل بدر مستنير ظاهر. بل شمس وعلى التحقيق شموس بواهر. فماذا يقول المادح. أو يتفوه به المثنى الصادح. وقد عبق الأكوان طيب فتوحاته. وعطر أرجاء الملوين عبير مؤلفاته. وأثنى عليه الجهابذة الأعلام. أولو التحديث والأخبار والأعلام. ولد رضي الله عنه ليلة الاثنين سابع عشرين من رمضان سنة ستين وخمسمائة بمرسية من بلاد الأندلس وانتقل إلى إِشبيلية في سنة ثمان وستين وأقام بها إِلى سنة ثمان وتسعين ثم دخل إِلى بلاد المشرق وطرق بلاد الشام ودخل بلاد الروم وكان من عجائب الزمان وكان يقول أَعرف اسم الله الأعظم وأَعرف الكيمياء بطريق المنازلة لا طريق الكسب وكانت وفاته رضي الله عنه بدمشق في دار القاضي محيي الدين بن الزكي وغسله الجمال ابن عبد الخالق ومحيي الدين يحيى قاضي القضاة ومحيي الدين محمد بن علي وكان العماد ابن النحاس يصب الماء وحمل إِلى قاسيون ودفن بتربة بني الزكي وذلك ليلة الجمعة الثاني والعشرين من ربيع الثاني سنة ثمان وثلاثين وستمائة فيكون عمره ثمانياً وسبعين سنة قدس الله سره وأَنالنا من علومه سهماً.وقد اصطفاه الله تعالى وهو يكتب في تفسيره الكبير فوقف قلمه عند قوله تعالى وعلمناه من لدنا علما. نافت مؤلفاته على الأربعمائة بل قيل بلغت أَلفاً. وكانت الروحانيون تخطف بعضها غيرة أَن يظهر لهذا العالم منها حرفاً. ا.هـ. وقال الشارح عند قول المصنف في شأَن قطب دائرة الوجود اللهم يا جامع الناس ليوم لا ريب فيه اجمعني به وعليه وفيه وقد استجاب الله دعوته فجمعه به وعليه وفيه بل تولى مرتبته بذاته كما صرح بذلك أَوائل فتوحاته ا.هـ. ووجد في بعض المجاميع صيغة صلاة شريفة منسوبة أيضاً لسيدنا محيي الدين ابن العربي رضي الله عنه وهي هذه اللهم صل على طلعة الذات المطلسم. والغيث المطمطم. والكمال المكتَّم. لاهوت الجمال. وناسوت الوصال. وطلعة الحق هوية إنسان الأزل. في نشر من لم يزل. من أَقمت به نواسيت الفرق. إِلى طريق الحق. فصل اللهم به منه فيه عليه وسلم تسليماً.[/QUOTE]
صلاة للشيخ الأكبر - سيدي محيي الدين ابن العربي رضي الله عنه