ما ورد في كرم سيدنا الإمام الحسن بن علي
الحمد لله رب العالمين
والصلاة والسلام علي سيدنا محمد الكريم الذي كان أجود من الريح المرسلة وعلي وأزواجه وذريته وآله وأصحابه
منبع الكرم والجود والإحسان، وقد ضرب لنا الحسن رضي الله عنه وغيره من أهل البيت والصالحين أمثالاً في الكرم والجود ونكران الذات
ومنها :
روي أن رجلا جاء إلى الإمام الحسن وسأله صدقة , ولم يكن عنده ما يسدّ به رمقه فاستحى أن يردّه ، فقال له : ألا أدلك على شيء يحصل لك منه البر ؟ قال : بلى، فما هو؟ قال: اذهب إلى الخليفة فإن ابنته توفيت وانقطع عليها وما سمع من أحد تعزية ، فعزّه بقولك له : الحمد لله الذي سترها بجلوسك على قبرها ولا هتكها بجلوسها على قبرك . فذهب الرجل وفعل ما قال له ، فذهب عن الخليفة حزنه وأمر له بجائزة وقال له: أكلامك هذا ؟ قال : لا ، بل كلام فلان ، قال : صدقت فإنه معدن الكلام الفصيح ، وأمر له بجائزة أخرى اهـ .
وسمع الحسن رضي الله عنه رجلاً يسأل ربه أن يرزقه عشرة آلاف درهم فانصرف الحسن إلى منزله وبعث بها إليه .
وقيل للحسن رضي الله عنه: لأي شيء نراك لا ترد سائلاً وإن كنت على فاقة ؟ فقال : إني لله سائل وفيه راغب ، وأنا أستحي أن أكون سائلاً وأرد سائلاً ، وإن الله تعالى عوّدني عادة ، عوّدني أن يفيض نعمه عليّ ، وعوّدته أن أفيض على الناس ، فأخشى إن قطعت العادة أن يمنعني العادة وأنشد يقول :
إذا ما أتاني سائل قلـت مرحبـاًبمن فضله فرض عليّ معجّـلُ
ومَن فضلُه فضل على كل فاضلوأفضل أيام الفتى حيـن يُسـألُ
عن علي بن زيد بن جدعان قال : خرج الحسن بن علي من ماله مرتين , وقاسم الله تعالى ماله ثلاث مرار
حتى إن كان ليعطي نعلا ويمسك نعلا , ويعطي خفا ويمسك خفا .
ومر بصبيان معهم كسر خبز فاستضافوه فنزل عن فرسه وأكل معهم، ثم حملهم إلى منزله فأطعمهم وكساهم وقال :
البدء لهم لأنهم لم يجدوا إلا ما أطعموني ، ونحن نجد أكثر منه .
رضي الله عن سيدنا الإمام الحسن بن علي - رضي الله عنهما - وعن آل بيت سيدنا رسول الله أجمعين .
وصلي الله وسلم وبارك علي سيدنا محمد وعلي وأزواجه وذريته وآله وأصحابه