هل النبى صلى الله عليه وسلم حى فى مقامه الشريف ...
بسم الله الرحمن الرحيم ...وصلى الله على سيدنا محمد واله وسلم فى كل لمحه ونفس عدد ما وسعه علم الله وبعد .....
لابد من تحرير المصطلحات أولا فى تلك القضيه ، فإن أكثر المشكلات تزول بمجرد تحرير المصطلحات ،فإذا كان المقصود من حياه النبى صلى الله عليه وسلم فى قبره أنه صلى الله عليه وسلم لم ينتقل من حياتنا الدنيا ، ولم يقبضه الله إليه فذلك باطل بنص القرآن الكريم قال تعالى (وما جعلنا لبشر من قبلك الخلد أفإن مت فهم الخالدون ) ...وقال أيضا (وإنك ميت وإنهم ميتون )
فالنبى صلى الله عليه وسلم إنتقل من هذه الحياه الدنيا ، ولكن بإنتقاله هذا لم ينقطع عنا صلى الله عليه وسلم وله حياه أخرى هى حياه الانبياء وهى التى تسمى الحياه يعد الموت .أو الممات كما سماها صلى الله عليه وسلم حيث قال (حياتى خير لكم تُحدثون ويُحدث لكم ومماتى خير لكم ، تعرض على أعمالكم فما رأيت من خير حمدت الله ، وما رأيت من شر استغفرت الله لكم )وقال صلى الله عليه وسلم (ما من أحد يسلم على إلا رد الله على روحى ، حتى أرد السلام ) ...وهذا الحديث يدل على إتصال روحه ببدنه الشريف أبدا ما حيينا ،
لأنه لا يوجد زمان إلا وهناك من يسلم على رسول الله صلى الله عليه وسلم ...وحياه النبى صلى الله عليه وسلم بعد إنتقاله ليست كحياه باقى الناس بعد الانتقال ، وذلك لأن غير الانبياء لا ترجع أرواحم اليهم مره أخرى فهى حياه ناقصه بالروح دون الجسد ، وإن كان له اتصال بالحياه الدنيا كرد السلام وغير ذلك مما ثبت فى الاثر ، ، ولكن الانبياء فى حياه هى أكمل من حياتهم قبل الانتقال وأكمل من حياه باقى الخلق بعد الانتقال ....وقد صح أن الانبياء عليهم السلام يعبدون ربهم فى مقاماتهم ، فعن أنس رضى الله عنه أن النبى صلى الله عليه وسلم قال مررت على موسى ليله الاسراء عند الكثيب الاحمر وهو قائم يصلى فى قبره ...وعنه صلى الله عليه وسلم (الانبياء أحياء فى قبورهم يصلون ) ويدل هذا الحديث على انهم أحياء بأجسادهم وارواحم لذكر المكان حيث قال (فى قبورهم ) ولو كانت الحياه للأرواح فقط لما ذكر مكان حياتهم ، فهم أحياء فى قبورهم حياه حقيقيه كحياتهم قبل إنتقالهم منها ، وليست حياه أرواح فحسب ، كما أن أجسادهم الشريفه محفوظه يحرم على الارض أكلها ...فقد صح عنه أنه قال صلى الله عليه وسلم (إن الله حرم على الارض أكل أجساد الانبياء )
فالنبى صلى الله عليه وسلم حى فى مقامه الشريف بروحه وجسده ، وجسده الشريف محفوظ كباقى إخوته من الانبياء ، وهو يأنس بربه متعبدا فى مقامه متصلا بأمته يستغفر لهم ، ويشفع لهم عند الله ، ويرد عليهم السلام وغير ذلك الكثير ،
فمن كذب بحياه النبى فى قبره بعد إنتقاله فقد كذبه صلى الله عليه وسلم فيما ذكرنا من أحاديث ...ومن كذب أنه إنتقل من حياتنا الدنيا فقد كذب ما ذكرنا من القرآن ,,,
والصواب أن نثبت إنتقاله صلى الله عليه وسلم من الحياه الدنيا ونثبت حياته فى مقامه الشريف صلى الله عليه وسلم ..وانه يعبد ربه ...ويرد السلام ...ويشفع لأمته ..ويستغفر لهم ...كل هذا وهو فى مقامه الشريف ...كما أخبر بذلك الصادق المصدوق ....والله تعالى أعلى واعلم