الجوز.. حمام للشعر وزيته لسلامة القلب
في مراجع الطب الشعبي القديم، يحتل الجوز مكانة خاصة في وصفات العلاج.. وفي الطب الحديث أثبتت التجارب أنه صديق مهم للقلب.. وأكدت أهمية العودة للأصول والجذور.. وإخضاع وصفات العلاج التي توصل إليها الآباء والأجداد لمناهج البحث العلمي.. ففيها الكثير من أسرار الشفاء.
قبل أيام توصل الباحثون إلى أن الجوز يحتوي على مواد فعالة تساعد على تخفيض نسبة الكوليسترول الخبيث في الدم.. وتوفر وقاية طبيعية مهمة من أمراض شرايين القلب.. وقبل أن نستعرض تفاصيل هذا الاكتشاف المهم.. نطالع بعض ما جاء في مراجع الطب الشعبي والتداوي بالأعشاب والنباتات الطبية حول الجوز.. ففي كتابه التداوي بالأعشاب والنباتات الطبية يقول عبداللطيف عاشور: لثمرة الجوز أهمية كبرى في الطب الشعبي الحديث.. كغذاء ودواء.. أما أهميتها الغذائية فإن 500 جرام من الجوز الجاف المقشور تحتوي على 3500 سعر حراري أو وحدة حرارية.. أي أن هذه الكمية تكفي لكي تمد الإنسان بقوة غذائية لمدة 48 ساعة.. ونظراً لأن الجوز صعب الهضم فإن الجهاز الهضمي لا يتحمل هذه الكمية مرة واحدة.. ويحتوي الجوز على كميات كبيرة جداً من الزيت بالإضافة إلى مواد بروتينية تشبه إلى حد كبير البروتين الحيواني.. وهو غني بفيتامين (ب) وفيتامين (ج).. وبه نسبة عالية من الفوسفور·· ويعطي الفوسفور للأطفال لأنه يفيد في مقاومة الكساح وفقر الدم ·· وطبيا يستعمل الجوز في حالات كثيرة.. وعلى سبيل المثال يستعمل مغلي قشر الجوز لفتح الشهية للطعام وتقوية الجسم وزيادة القدرة الجنسية.. ولتحقيق ذلك توضع 25 جراماً من القشور الخضراء في لتر ماء.. ويغلي على نار هادئة لمدة نصف ساعة ثم يضاف إليه قليل من العسل ويشرب منه بمقدار فنجان قبل الطعام ثلاث مرات يومياً.. أما ورق الجوز فإن مغليه يفيد في حالات الحمى بعمل مكمدات.. كما أنه يفيد كغسول موضعي في حالات التهاب الجفون والبثور·· وهو يستعمل أيضا كمقو للشعر عن طريق تدليك فروة الرأس والشعر بمنقوع الأوراق وهو في الوقت نفسه يكسب الشعر لمعانا ونعومة لا تقارن.. ويتم ذلك بغلي 50 جراماً من الأوراق في لتر ماء ويستخدم المنقوع.
استخدامات الجوز العلاجية في الطب الشعبي القديم والحديث كثيرة.. ولكن ماذا عن الطب الغربي أو الطب الحديث؟
توصل فريق من الباحثين قبل أيام إلى أن الجوز يحتوي على عناصر فعالة تساهم في تخفيض معدلات الكوليسترول الخبيث في الدم.. وجاء في دراسة نشرتها مجلة جورنال فور كلينيكال نيوتريشن الأميركية.. أن للجوز تأثيراً على خفض احتمالات ظهور الكوليسترول الضار·· وذلك بالرغم من أنه لا يخفض المعدلات العامة للدهن في الدم.. وهو في ذلك يقترب من تأثير زيت الزيتون المقاوم للكوليسترول الخبيث·
ويحوي الجوز أحماضاً فريدة لها أثر إيجابي على تخثر الدم وانتظام خفقات القلب، وقال الباحثون إنهم اكتشفوا أن إضافة الجوز إلى غذاء جماعة من الرجال والنساء أفضى إلى تقليص نسب الكوليسترول لديهم.. وقد أجرى الخبراء تجاربهم على خمسة رجال وثلاث عشرة امرأة.. وكلهم تجاوزوا الستين من العمر ويعانون من ارتفاع نسبة سيروم الكوليسترول.. وقسم العلماء طبيعة غذاء هؤلاء المرضى إلى أربع فئات خلال فترات تتراوح ما بين خمسة أشهر وسنة كاملة.. في الفترة الأولى كانت حمية المرضى عادية.. ثم سمح لهم بتناول وجباتهم العادية مضافاً إليها الجوز.. وبعد ذلك باتت أغذيتهم تتألف من أطعمة فيها دهون قليلة.. وفي الأخير أعطيت لهم أطعمة قليلة الدهون مضافاً إليها الجوز، وكانوا يتناولون 48 جراماً من الجوز مقابل كل 1850 سعراً حرارياً في اليوم.. ولدى إجراء العلماء مقارنة للحميات العادية بتلك القليلة الدهون.. تبين لهم أن معدلات الكوليسترول انخفضت كثيراً لدى المرضى الذين تناولوا الجوز.
واكتشف العلماء أن للجوز أثراً خاصاً على مادة ليبوبروتين.. وهي بروتين تلتصق به ذرات من أملاح الحوامض الشحمية.. التي تأكد أن لها علاقة بأمراض القلب والشرايين.. ووجدوا أن مادة ليبوبروتين تنخفض بنسبة سبعة وعشرين في المائة حين تتكون الوجبات من الجوز مع أطعمة عادية.. وتتراجع بنسبة سبعة في المائة حين يؤكل الجوز مع وجبة قليلة الدهون.. وبالرغم من أن الجوز غني بالسعرات الحرارية.. فإنه لم يطرأ تغيير على وزن المرضى الذين أخضعوا للحمية.. ولو أنهم أحسوا بارتفاع الطاقة عندهم، لكن كوليت كيلي - وهي عالمة بريطانية متخصصة في شؤون التغذية - شددت على ضرورة أن ينتبه متبعو الحماية الخاصة إلى ما يتناولونه من دهون.. حيث أن الجوز غني بالدهون.. ولذلك يتعين على الأشخاص أن يتناولوا الجوز بدلاً من الأكلات المشبعة بالدهون كالزبدة والكعك والمعجنات.
وقالت كيلي: يجب أن يتذكر الناس أن أجسامهم تحوي معدلات عالية من الدهون.. وأن تناول الجوز قد يزيد من سعراتهم الحرارية.. إلا أن الجوز يمكن أن يكون بديلاً للدهون المشبعة.