العقم مشكلة تؤرق الأزواج اختلال الإباضة عند المرأة يؤخر الحمل وال
العقم مشكلة تؤرق الأزواج اختلال الإباضة عند المرأة يؤخر الحمل والإنجاب
العقم أو تأخر الإنجاب مشكلة تؤرق الكثير من الأزواج بالإضافة إلى الخوف من عدم الإنجاب بالنسبة للراغبين في الزواج من الشباب والشابات وسوف نفرد هذه الحلقات إلى شرح أسباب تأخر الحمل وعلاجه.
أولاً هناك نوعان من العقم، عقم أولي وهو يُطلق على من لم يسبق لها الحمل سابقاً، وعقم ثانوي أي تأخر الحمل بعد إنجاب طفل أو اسقاط سابق.
تتلخص أسباب العقم في ثلاثة أسباب وهي: خلل أو ضعف الإباضة لدى المرأة، أو انسداد قنوات فالوب (الأنابيب) أو ضعف الحيوانات المنوية لدى الرجل وسوف نتحدث عن كل منها.
* أولاً خلل الإباضة:
تحدث الإباضة لدى أي امرأة أو فتاة مرة كل شهر، حيث تفرز بويضة واحدة غالباً من أحد المبيضين، وفي حالة عدم حدوث الحمل يحدث الحيض (العادة الشهرية) ويستدل بذلك على عدم حدوث الحمل. هناك علامات كثيرة للإباضة يمكن الاستدلال بها على حدوث الإباضة الشهرية فمثلاً نزول العادة الشهرية بشكل منتظم من أكبر الدلائل على حدوث الإباضة وعند اختلال أو عدم انتظام الدورة الشهرية فإنه دليل كبير على ضعف أو خلل الإباضة. من العلامات الأخرى على حدوث الإباضة هو نزول بعض المخاط المهبلي في فترة الإباضة مما يدل على حدوثه، أما حديثاً فيمكن قياس درجة الحرارة لجسم المرأة يومياً وحفظها في جدول يومي حيث ترتفع درجة حرارة المرأة بشكل طفيف (نصف درجة مئوية) عند حدوث الإباضة وتوجد حالياً العديد من الأجهزة لقياس درجة الحرارة المبرمجة لكي تدل على ارتفاع درجة الحرارة وحدوث الإباضة. يحدث أيضاً لدى بعض السيدات نزول دم خفيف لمدة يوم أو يومين في وقت نزول البويضة وتستدل هؤلاء السيدات على حدوث الإباضة ولكن هذه العلامة ليست موجودة لدى معظم السيدات.
وقت نزولها:
أما بالنسبة لوقت نزول البويضة فهو في منتصف الدورة الشهرية أي غالباً في اليوم الثالث عشر أو الرابع عشر من تاريخ نزول العادة ولكن قد يتقدم أو يتأخر موعد نزول البويضة بعدة أيام لذلك ويمكن في الغالب حساب نزول البويضة على أنه قبل أربعة عشر يوماً من نزول العادة أو استخدام أجهزة قياس الحرارة السابق ذكرها للاستدلال على موعد الإباضة. كما يمكن إجراء فحص بالأشعة الصوتية في هذه الأوقات للاستدلال على وجود بويضة ذات حجم مناسب وموعد نزولها. ومن المهم تذكر أن البويضة تعيش فقط لمدة أربع وعشرين ساعة إذ لم يحدث فيها تلقيح وتلتقي بالحيوان المنوي فإنها تموت لذلك فإن معرفة هذا التوقيت مهم بالنسبة للسيدات الراغبات في الحمل.
أسباب خللها:
أما بالنسبة لأسباب خلل الإباضة فأغلبها أسباب هرمونية فمثلاً خلل إفراز الغدة النخامية وارتفاع هرمون الحليب من أهم الأسباب التي تؤدي إلى عدم الإباضة كذلك خلل الغدة الدرقية سواء كان ضعفها أو زيادة إفرازها يؤديان إلى خلل الإباضة. أما من أهم الأسباب الأخرى التي تؤدي إلى خلل الإباضة هو مرض تكيس المبيضين وقد تحدثنا في حلقة سابقة عن هذا المرض، ولكن بإيجاز فإن تكيس المبيضين يعني وجود سماكة في قشرة المبيضين وعدم استجابته بشكل طبيعي للهرمونات المحفزة للمبيض مما يؤدي إلى نمو العديد من البويضات في كل شهر بدلاً من بويضة واحدة وبالتالي عدم وصول أي من هذه البويضات للحجم المناسب وعدم حدوث الحمل ويستدل على هذا الخلل بوجود انقلاب في نسبة الهرمونات المحفزة للمبيض التي تفرز من الغدة النخامية (FSH. LH) كما أن المبيض له شكل مميز (على شكل وردة) لدى هؤلاء السيدات حيث يحتوي على العديد من البويضات الصغيرة غير الناضجة. وقد تكون الدورة الشهرية منتظمة لدى هؤلاء السيدات ولكن في الغالب يعانين من عدم انتظام بالإضافة إلى ظهور حب الشباب وزيادة شعر الجسم غير المرغوب فيه مثل شعر الشارب والذقن كما قد يعانين من السمنة وصعوبة فقدان الوزن.
الخلل النفسي:
من المهم معرفة أن المبيض تحت تأثير الغدة النخامية الموجودة في الدماغ لذلك فإن الإباضة تتأثر بأي خلل نفسي يحدث لدى المرأة فمن المعروف أيضاً أن العادة الشهرية تتأخر في أوقات الامتحانات لدى الفتيات. كما أن حدوث أي مرض لدى المرزة مثل السكر أو أي مرض مزمن قد يؤدي إلى خلل الإباضة وبالتالي تأخر الحمل.
إن استخدام الأدوية في بعض الأحيان يؤدي إلى خلل الإباضة فمثلاً الهرمونات مثل الكورتيزون أو الأدوية المثبتة للمناعة الأدوية النفسية التي قد تؤدي إلى ارتفاع هرمون الحليب قد تؤدي إلى خلل الإباضة.
تأخر البلوغ:
أما من الأمراض النادرة هو عدم بلوغ الفتاة أو عدم نزول العادة الشهرية لدى المرأة التي قد تتأخر إلى سن 18سنة وقد يكون هذا ناتجاً عن وجود خلل كرموسومات الفتاة وفي هذه الحالة يجب التأكد من سلامة تحليل الكروسومات لدى الفتاة. أما بالنسبة لفشل المبيضين المبكر فهو يعني توقف نشاط المبيضين في سن أقل من سن 40سنة وبالتالي اختفاء الدورة الشهرية في سن مبكرة. وقد تكون أحياناً في سن العشرين أو أقل من ذلك، وغالباً ما تكون الأسباب نتيجة وجود أجسام مضادة للمبيضين تؤدي إلى تليفهما أو وجود خلل كروموسومي لدى المرأة. كما أن التعرض للعلاج بالأشعة أو العلاج الكيمياوي لدى مريضات السرطان قد يؤدي إلى فشل المبيضين المبكر.
فحص الهرمونات:
وفي جميع الحالات فإنه عند اشتباه خلل الإباضة لدى المرأة عند أخذ القصة المرضية أو وجود خلل في الدورة الشهرية فإنه يجب إجراء فحص الهرمونات السابق ذكرها مثل هرمون الغدة الدرقية، هرمون الحليب، الهرمونات المحفزة للمبيض. كما أنه يمكن إجراء تحليل نسبة هرمون البروجسترون في اليوم 21أو 22من تاريخ نزول العادة حيث يجب أن تكون نسبته عالية وعند وجود نسبة منخفضة في هذا اليوم فإنه يدل على عدم حدوث إباضة في ذلك الشهر. وكما سبق ذكره فإنه يمكن إجراء الأشعة فوق الصوتية ابتداء من اليوم 11من تاريخ نزول العادة حيث يمكن رؤية البويضة وتحديد حجمها ومتابعة نموها.
في حالة وجود خلل في الغدة الدرقية فإن إصلاح هذا الخلل عن طريق أخذ هرمون الغدة الدرقية إذا كان هناك خمول فيها يجب أن يكون أولاً حيث إنه عند انتظام نشاط هذه الغدة ينتظم بالتالي نشاط المبيضين وقد تحدث إباضة طبيعية بعد ذلك. أما في حالة وجود ورم أو كيس في الغدة أو نشاط زائد فيها فإن إزالة هذا الورم ومتابعة نشاطه بواسطة استشاري الغدد يجب أن يحدث أولاً ثم بعد ذلك التوجه إلى متابعة نشاط المبيضين.
هرمون الحليب:
أما بالنسبة لارتفاع هرمون الحليب فإنه يجب عند اكتشافه إجراء أشعة لقاع الغدة النخامية في الرأس للتأكد من عدم تضخمها وعدم وجود أورام فيها كما يجب إجراء فحص للنظر في حالة وجود تضخم في الغدة النخامية. وفي حالة وجود ارتفاع في هذا الهرمون فإن هناك العديد من الأدوية الخافضة لهرمون الحليب يمكن استخدامها مثل علاج البارلوديل أو الدوستانكس أو الدوبرجين ولكن هذه الأدوية جميعها تشترك في أن من آثارها الجانبية حدوث صداع وانخفاض في الضغط أو آلام في المعدة لذلك ينصح باستخدام هذه الأدوية بشكل تدريجي ثم زيادة الجرعة بالتدريج حتى لا تحدث هذه الآثار ويجب الاستمرار في أخذ هذا العلاج حتى حدوث الحمل أو في حالة وجود ورم في الغدة النخامية يستخدم لمدة سنتين على الأقل كما يجب متابعة هذه الغدة بواسطة استشاري الأعصاب. أما في حالة وجود خلل أو نقص في حقل النظر نتيجة تضخم الغدة النخامية ناتج عن الضغط على عصب العين فإنه أحياناً ينصح بإجراء جراحة لإزالة هذه الأورام في الغدة النخامية.
أما بالنسبة للمريضات اللواتي يعانين من مرض السكر فإنه يجب تنظيم نسبة السكر في الدم حيث أنه لا ينصح بالحمل أصلاً في حالة ارتفاع سكر الدم كما أنه تختل الإباضة غالباً لدى ارتفاع سكر الدم ثم بعد ذلك استخدام منشطات الإباضة