كل ما تحتاج أن تعرفه عن الوساوس ماهي ؟ مسبباتها ؟ أنواعها ؟ علاجها ؟
الوساوس هي أفكار أو مشاعر أو أحاسيس متكررة ودخيلة ومفاجئة على الإنسان، هكذا يعرفها الأطباء، ويعرفون الأفعال القهرية بأنها أفكار أو أعمال متكررة بوعي ومعتادة. إن الوساوس ترفع درجة القلق بينما الأفعال القهرية تنزل من درجة القلق.
>
>مثال: شخص ترد عليه فكرة أنه غير طاهر فيقوم بالتغسيل عشر مرات فيرتاح، فكرة عدم الطهارة ترهقه وتتعبه بينما تكرار الغسيل يخفض من قلقه.
>
>ولفظ وساوس قهرية ملخص لأربع كلمات وهي وساوس تسلطية وأفعال قهرية؛ فالفكرة تسلطية والأفعال قهرية.
>
>ما مصادر الوساوس؟
>
>ينبغي أن نعرف مصادر الوساوس أولاً وقبل الدخول في التفاصيل؛ لأن كثيراً من المختصين في الجوانب المختلفة من الحياة بالذات الشريعة وعلم النفس يخلطون في هذه المسألة بدون علم يلم بالمصدرين. وقليل من المختصين ممن يجمع بين علم الشريعة والعلوم المتخصصة الأخرى فيحصل خلط أحياناً.
>
>الوساوس بالنظر إلى كل المدارس نوعان: وساوس إنسية ووساوس شيطانية؛ وقد ذكرها الله سبحانه في سورة الناس في قوله: (من شر الوسواس الخناس الذي يوسوس في صدور الناس من الجِنة والناس)؛ فالوساوس نوعان: إنسية وجنية.
>
>الوساوس الجنية أو الشيطانية هي التي تأتي بذبذات مرسلة من قبل شياطين إلى الإنسان، وقد ترسل من بعد آلاف الأميال وربما ملايين وربما ملايين الملايين من الأميال. وقصة أبينا آدم عليه السلام مع الشيطان من هذا النوع؛ حيث أرسل الشيطان بوسوسته إلى أدم وهو خارج الجنة، عبر أثير الدنيا. وهذه الوساوس طاقة تضعف وتقوى بحسب ضعف وقوة المستقبل؛ فالمستقبِل المتحصِن قادر أن يصدها ولا تؤثر عليه، بينما المستقبِل الضعيف قد تخترقه وتؤثر فيه، وسيأتي إن شاء الله، شرح لطرق صدها.
>
>النوع الثاني من الوساوس هي الوساوس الإنسية، وهي قسمان: وساوس من الإنسان نفسه ووساوس من أناس آخرين. فالتي من الإنسان هي التي يقصدها الأطباء بالوساوس أو الوساوس القهرية إذا صاحبها فعل قهري. وأما التي من آخرين فهي كما الشيطانية قد يرسلها آخرون دون أن تعلم عن طريق القصد أو غير القصد، ولنا إن شاء الله عدد خاص قادم عن الطاقة وكيفية استقبالها وكيفية ارسالها وكيف تؤثر بالآخرين بقصد أو بغير قصد من مرسليها؟ كما سيأتي الحديث هنا عن كيفية التغلب على الوساوس الإنسية بقسميها إن شاء الله.
>
>ما الفرق بين الوساوس والأمراض العقلية مثل الفصام؟
>
>يعرِّف النفسانيون الشخص الذي يعاني من الوساوس بأنه يدرك عدم منطقية وساوسه أو أفعاله، بالمقابل فإن الشخص الذي يعاني من مرض عقلي يرى هذه الوساوس حقيقية؛ ولذا فهي هلاوس أكثر منها وساوس. إن الشخص الذي يعاني من المرض العقلي لا يعرف الفرق ويعتبره حقيقة بينما المصاب بالوساوس قد يطلب الاستشارة أو العلاج لعلمه أن هذه وساوس تؤذيه.
>
>ما نسبة الإصابة في التعداد العام؟
>
>يتوقع أن تكون نسبة الإصابة في التعداد العام بالنسبة للوسواس القهري بحدود 2-3%. هذا يعني أن نسبة المصابين في المملكة العربية السعودية بحدود نصف مليون! أي ما يفوق السبعة ملايين في الوطن العربي. وهذا يعني قرابة 150,000,000 شخص في العالم! إذا نظرنا لها كذلك فإن هذا يعني عدداً كبيراً جداً. ويرى بعض الباحثين أن النسبة قد تصل إلى 10% من الناس يصابون في الوساوس مرة على الأقل في حياتهم. بهذه النسبة تكون الوساوس القهرية رابع أكثر مرض تشخيصياً في الأمراض النفسية بعد المخاوف والأمراض القلقية والاكتئاب. هذه النسبة قد تعدت الحدود حيث قيست في أوربا وآسيا وأفريقيا وأمريكا.
>
>بالنسبة للكبار فإن نسبة الرجال والنساء متقاربة ومتساوية، بينما فيما قبل سن المراهقة فإن النسبة في الصبيان أكثر من البنات. السن العام في الإصابة والأكثر بداية هو عشرين في البنات و19 في الصبيان. أكثر من الثلثين من الإصابات تبدأ قبل سن الخامسة والعشرين وفقط 15% بعد سن الخامسة والثلاثين. قد تنشأ الوساوس في سن صغيرة حتى في سن السنتين وفي سن كبير قد يكون بعد الستين لكنه نادر. ويصيب المرض العزاب أكثر من المتزوجين، ويكثر في السود أكثر من البيض وربما يكون سبب قلة الوعي والوصول إلى الرعاية الصحية أقل في السود من البيض.
>
>مرضى الوساوس أكثر عرضة للأمراض الأخرى النفسية من غيرهم؛ فمعدل نسبة الإصابة في الاكتئاب تصل 67% من نسبة المصابين و25% في الإصابة في الرهاب الاجتماعي. إصابات أخرى قد تشمل الإدمان والمخاوف المرضية، ونوبات الذعر، وأمراض الأكل.