الولد ؟؟؟
إذا أحسنت تربيته، فكل حسنة يعملها توضع في ميزان أبويه اللذين ربيا وعلما، بل أن النبي يخبر في حديث يحفز كل واحد على إحسان تربية أبنائه وتقويهم فيقول إن الرجل لترتفع درجته في الجنة فيقول : أنى لي هذا ؟! فيقال : باستغفار ولدك لك صحيح
فبفضل ولده الصالح ترتفع درجته بعد انقطاع عمله وإياسه من العودة إلى الدنيا ليعمل صالحا غير الذي كان يعمل، وياله من استثمار!! أربح استثمار.
هل تحب ولدك؟!
إذا كنت تحبه بالفعل فاحرص على أن تزوده بالزاد الذي يبقى لينفعه في الحياة الأبدية لا أن تكتفي بالزاد الذي يفنى فلا يصل إليه منه شيء في الآخرة.
إذا كنت تحب ولدك فحفظه القرآن ألبس والداه تاجا ضوؤه مثل الشمس، ويكسى والداه حلتين لاتقوم بهما الدنيا جزاء ما قدما وغرسا في ابنهما، ولعل هذا هو الذي دفع عمر بن الخطاب إلى أن يقول: إني لأكره نفسي على الجماع، رجاء أن تخرج نسمة تسبح الله.
ما أحلى موت الأبناء!!
دخل أبو إسحاق الجنبياني على ابنه عبد الله وهو يحتضر، فلقنه الشهادة.. فنطق بها ثم مات، فخرج على أمه فقال لها : أبشري يا أم عبدالله .. لقد مات أبنك على الإسلام، وجعل ثوابه في صحيفتك، فتطيبي وارتدي أجمل ثيابك وأظهري شكر نعمة الله، ثم دخل حجرته وصلى ركعتين وارتدى ثوباً جديداً وخرج على الناس والبشر ظاهر عليه!!
وليس أبو إسحاق وحده بل كذلك الفضيل بن عياض ثلاثين سنة ما رأيته ضاحكاً مبتسماً إلا يوم مات إبنه على،، فقلت له في ذلك، فقال إن الله أحب أمراً فأحببت أمر الله.
حل اللغز!!
والسبب في هذا السرور العجيب هو ما أخبر به النبي : إذا مات ولد العبد قال الله لملائكته : أقبضتم ولد عبدي ؟ فيقولون نعم، فيقول أقبضتم ثمرة فؤاده ؟ فيقولون نعم، فيقول ماذا قال عبدي ؟ فيقولون: حمدك واسترجع، فيقول الله : ابنوا لعبدي بيتا في الجنة وسموه بيت الحمد
هل عرفت الآن لماذا وهبك الله العيال ؟! يا أبا العيال...
أبناؤك جواهرك
قال أبو حامد الغزالي: الصبي أمانة عند والديه، وقلبه الطاهر جوهرة ساذجة خالية من كل نقش وصورة، وهو قابل لكل ما نقش عليه، ومائل لكل ما يمال به إليه، فأن عود خيراً أو علمه نشأ عليه، وسعد في الدنيا والآخرة أبواه، وإن عود شراً وأهمل إهمال البهائم شقي وهلك، وكأنه الوزر في رقبة القيم عليه.
ب- الولد نقمة
لقول النبي: الولد ثمرة القلب، وإنه مجبنة مبخلة محزنة صحيح
مجبنة: تجعل الإنسان يسكت عن النطق بكلمة الحق خوفاً من أن يلحقه سوء أو يلحق ولده، فيسكت عن منكر ويغض الطرف عن باطل.
مبخلة: تدفع الإنسان إلى الضن بأمواله عن الإنفاق في سبيل الله، إتباعا لقول العامة، وبئس ما قالوا ما احتاجه البيت محرم على الجامع.
محزنة: فإذا شيك ابنه بشوكة، أو ديس له طرف، أو مرض امتلأ فؤاد أبيه حزناً وشفقة عليه.
أين هؤلاء من حال علي بن أبي طالب الذي رزقه الله أربعة عشر ولداً وخمس عشرة بنتاً ومع ذلك قال : والله ما طمع الشيطان أن يوسوس لي يوما في أرزاقهم .
وغير علي يسرق من أجل أبنائه، ويبيع أخرته بدنيا زائلة، ويذوق عذاب النار بنعيم فان، وليت هذا النعيم كان له بل لغيره.
احفظ الله يحفظك
دخل مقاتل بن سليمان على المنصور يوم بويع بالخلافة، فقال له المنصور: عظني يا مقاتل. فقال: أعظك بما رأيت أم بما سمعت ؟! قال: بما رأيت. قال: يا أمير المؤمنين... عمر بن عبد العزيز أنجب أحد عشر ولداً وترك ثمانية عشر ديناراً، كفن بخمسة دنانير، واشترى له قبر بأربعة دنانير ووزع الباقي على أولاده ( نصيب كل واحد 9/11 ديناراً)، وهشام بن عبد الملك أنجب أحد عشر ولداً، وكان نصيب كل ولد من التركة مليون دينار، والله يا أمير المؤمنين لقد رأيت في يوم واحد ولداً من أولاد عمر يتصدق بمائة فرس للجهاد في سبيل الله، وأحد أولاد هشام يتسول في الأسواق!!.