هدى النبى صلى الله عليه وسلم فى التدرج فى عقوبة الطفل
هدى النبى صلى الله عليه وسلم فى التدرج فى عقوبة الطفل
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم .. وبعد .. فإن بعض الناس يلجأ إلى ضرب الصبى بل وتحريقه بالنار أو تخويفه بها مع كل خطأ يقع فيه ، وهذا لا يصح مع الكبير فضلاً عن الصغير فإذا كان التأديب ضرورة تربوية فلابد من التدرج فى تأديب الطفل ولابد من تصحيح الخطأ فكرياً ثم عملياً. وفيما يلى قطوف من هدى النبوة فى عقوبة الطفل لعلها تكون ضياء وإرشاداً للسالكين:
1. فى الصحيحين عن أبى هريرة رضى الله عنه قال : أخذ الحسن بن على رضى الله عنهما تمرة من تمر الصدقة فجعلها فى فيه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " كخ .. كخ .. ارم بها، أما علمت أنا لا نأكل الصدقة "
2. وفى الحديث الذى رواه أبو داود عن أبى سعيد الخدرى عبرة بالغة فقد روى : (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر بغلام يسلخ شاة ما يحسن فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : " تنح حتى أريك " فأدخل يده بين الجلد والعظم ....) الحديث.. فلم يعنفه بداية ولكن بدأ فى تعليمه أولاً.
3. فإذا أصر الطفل على ارتكاب الخطأ فلا حرج فى شد أذنه لما ورد فى كتاب ابن السنى عن عبد الله بن يسر المازنى الصحابى رضى الله عنه قال : " بعثتنى أمى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بقطف من عنب فأكلت منه قبل أن أبلغه إياه، فلما جئت أخذ بأذنى وقال : يا غُدر ( أى يا غادر ) "
4 ولا بأس بإظهار السوط ونحوه للطفل فعن ابن عباس رضى الله عنهما أن النبى صلى الله عليه وسلم : "أمر بتعليق السوط فى البيت" أما إذا لم يرتدع الصبى جاز ضربه دون إتلاف فالضرب ليس للإنتقام والتشفى وإنما هو للتأديب ومن شروط الضرب الواردة فى السنن :
1. أن يكون ابتداء الضرب فى سن العاشرة.
2. أقصى الضربات عشر.
3. لا يضرب الوجه أو الرأس .
4. أن يكون مفرقاً معتدلاً لا يحدث عاهة ولا يكسر عضواً.
5. يتجنب السب والشتم البذىء.
6. يحذر الغضب الذى يخرجه عن حد الاعتدال.
7. إذا ذكر الطفل ربه ، يرفع يده عنه لما رواه الترمذى عن أبى سعيد الخدرى رضى الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إذا ضرب أحدكم خادمه فذكر الله فارفعوا أيديكم " ( رواه الترمذى وفى سنده ضعف ذكره الترمذى ) وكذلك الأمر بالنسبة للصبى.
8. لا يصح التحريق بالنار لورود النهى عنه. وختاماً .. فإن أولادنا أمانة فى أعناقنا .. فيجب ألا ننساهم من لمسة حنان .. من همسة عتاب .. حتى تتحقق آمالنا فيهم فيما بعد
تحياتى