مفتي الجمهورية الأسبق .. يرد علي نوال السعداوي :
لو أصرت علي أقوالها .. فهي كافرة ! *- 2
هذه الافتراءات علي دين الله ورسوله ليست وليدة اليوم وانما بدأت من صدر الإسلام الأول وقال بها المنافقون الذين دخلوا في الإسلام رياء ثم نكصوا علي أعقابهم وكادوا للدعوة ورسولها.. وبالأمس القريب تكررت نفس الدعاوي وقال أحدهم: بالنقد التاريخي للقرآن.. وأنكر أحدهم السنة جملة وتفصيلا. وها هي تنكر كل المعلوم من الدين بالضرورة هل هناك رابط يربط بين الأولين والمتأخرين؟
نعم الاستعداد للانحراف الخلقي والعقيدي رابط مشترك بينهم جميعا.. المنافقون دائما مشكلة تتحدي العالم الإسلامي ولقد كانوا ولا يزالون أشد خطرا علي الإسلام والأمة ولعل سورة المنافقون التي جاءت في القرآن الكريم تفضح أساليب المنافقين الرخيصة: 'قالوا نشهد أنك لرسول الله والله يعلم أنك لرسوله، والله يشهد إن المنافقين لكاذبون، اتخذوا أيمانهم جنه فصدوا عن سبيل الله إنهم ساء ما كانوا يعملون'.
إن هذا الطابور الطويل في تاريخ الدعوة الإسلامية اما أن يكون جاهلا بما يقول.. أو منافقا عليم اللسان وسواء كان هذا أو ذاك فهم أشد خطرا علي المجتمع لأنهم يثيرون الفتن في المجتمع ويعتدون علي الأمن الاجتماعي وأمن الدولة وأنا أقول أن أمن الدولة يبدأ من أمن الدين والعقيدة فإذا ما تعرض أمن الدين لخطر فإن أمن الدولة في مهب الريح.
** هل تعتقد أن أيادي خفية وراء هذه الأفكار المتطرفة والمخرفة؟!
أنا في رأيي أن هذه الكارثة وراءها عاملان مهمان:
الأول : الاستعداد النفسي وسوء التربية.. فلو تأملت هؤلاء وفحصتهم ستعرف أن خلفياتهم النفسية لا تبشر بالخير.. وأن مناخ التربية الذي عاشوا فيه مناخ سييء جدا.
والثاني : قطعا هناك استقطاب دائما لمثل هذه العناصر الجاهزة نفسيا لتشويه أفكارها السيئة أصلا ودعم الأفكار المستهدفة ثم الدفع بهذه العناصر لتلقي حجرا علي المجتمع.. وهم اما طلاب شهرة زائفة.. وإما وراءهم دعم مشبوه وهم مجرد أدوات تحركها مؤسسات خارجية حاقدة أو ناقمة علي الإسلام والمسلمين.
** ما هو الفرق بين الطعن في الدين وحرية الفكر في هذه القضية؟!
أولا نحن نؤمن بحرية الفكر ونقدر الحوار والمناقشات فلا قيد علي حرية تفكير ولا حجر علي اختيار الآراء والأفكار إلا إذا كانت خارجة علي الشرعية الدينية أو القانونية وهذه هي ديمقراطية الإسلام 'وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر'.
فالطعن في الدين واضح بينًٌ .. يرد علي الله أمره ويتهم الله بالجهل والانحياز للرجل.. واما حرية التفكير فمعناها أن أفكر وفق المنهج العلمي والضوابط العلمية التي توصلني الي ما أعتقد أنها الحقيقة.. وأما ما قالت به الدكتورة نوال فهو خروج علي الآداب العامة وينبيء عن سوء الخلق وقصر النظر وضحالة الفكر والبعد عن الموضوعية وعدم فهم مقاصد الدين الحنيف. ثم كيف لامرأة مثلها تقول: أن بعض المشايخ عندهم لوثة بخصوص التناسل والجنس ما الفرق بين عضو تناسلي وعضو آخر.. الحق أن ما صدر عنها لا يتفق مع الأخلاق والمباديء ولا يصح أن يصدر عن امرأة أمية فضلا عن صدوره عن طبيبة انها لا تعرف أن الأعضاء التناسلية لها طبيعة وخصوصية شخصية وذاتية بالانسان وتعتبر في نظر الشرع من السوءات التي أمرنا الله بسترها وبواستطها يتم الإخصاب والانجاب. والدكتورة لا تعرف أن نقل هذا الجهاز من شخص لآخر يؤدي إلي اختلاط الأنساب وهو غير جائز شرعا.
** وماذا عن قولها في الميراث واعتراضها علي نصيب المرأة المقرر شرعا لها؟!
يقول فضيلة المفتي : هذا محض جهل ومحض كفر لأن من يرد علي الله حكمه فقد كفر بما أنزل علي محمد وهل اشتكت النساء الي الدكتورة وطالبن بإنصافهن من ظلم الله لهن حاشا لله انها لا تريد أن تعرف أن ما تأخذه المرأة حق خالص لها لا يشاركها زوجها فيه ولا تنفق منه علي أحد إلا علي نفسها أما الرجل الذي يأخذ ضعفها فعليه نفقتها وأولادها وأبويه ان بلغا عنده الكبر.. ولو كان الأمر مجرد ظلم من الله للمرأة حاشا لله ما أخذت المرأة في بعض الأحوال نفس نصيب الرجل فمثلا : إذا توفي رجل وترك ابنا له وأبا وأما فإن الأب يحصل علي 6/1 التركة فرضا والأم تحصل كذلك علي 6/1 التركة فرضا والباقي يأخذه الابن تعصيبا.
ويقول فضيلة المفتي : ان الدكتورة ذهبت بعيدا في العناد مع الله وقالت ما هو الإفك بعينه، فالله يقول سبحانه: ' وأتموا الحج والعمرة
..' والرسول(ص) يقول: أيها الناس ان الله كتب عليكم الحج فحجوا'.. والحج كما يعلم المسلمون جميعا منذ فرضه الله من أركان الإسلام الخمسة ثم تأتي منكرة زمانها لتقول بأنه عبادة وثنية فكيف تطوف حول حجر وتقبل حجرا وترمي حجرا بحجر ويقيني أن مثلها لا يتذوق حلاوة الإيمان.. فنحن نطوف حول البيت خضوعا لله وتسليما وتسبيحا وتكبيرا.. وتنفيذا لقوله وأمره 'وليطوفوا بالبيت العتيق' فنحن مع منهج الله في افعل ولا تفعل ونحن نقبل حجرا قبله رسول الله(ص) اقتداء به مع اعتقادنا أنه لا يضر ولا ينفع.. كما نرمي حجرا بحجر رمزا للرفض والتمرد علي الشيطان وخروجا علي وساوسه التي يأمرنا بها بالسوء ويعدنا بها الفقر. والله يعدنا فضلا منه ورحمة.. فهل مثل الدكتورة يتذوق حلاوة هذا الإيمان.
ويضيف فضيلته قائلا : أنظر الي الدكتورة وهي تحرض نساء البشرية علي الخلاعة والمجون والعري وهي تقول لهن ما هذا الحجاب الذي يفرضه الإسلام عليكن إنه الرجعية والعبودية والاستذلال..! محض افتراء وسوء قصد وفهم لا تقول به إلا من لا تعرف حلاوة العفة وطهارة السيرة والسريرة.. فالحجاب في شرعنا فريضة ثابتة بالقرآن والسنة.
ثم كيف للدكتورة المذكورة أن تفصل الدين عن الدولة والدين قرآن وسنة اشتمل علي أحكام الطاعات والعبادات والمعاملات كما اشتمل علي نظام الحكم والعلاقات الدولية وكل هذه الأحكام طبقها سيدنا رسول الله(ص) في حياته قولا وعملا..
انني لا أنزعج من مثل هذه الأفكار الشاذة وهذه الآراء المناهضة لتعاليم الإسلام الحنيف بل انني أعدها ظاهرة صحية تدل علي متانة الإسلام وعمق جذوره.. فالأفاكون من قرون خلت وهم يحاولون اقتلاع الإسلام من جذوره ولكن هيهات .. هيهات .. لأفكار بالية تهب رياحها علينا من حين لآخر أن تبلغ مرادها.. وعلي الذين ينطحون الصخر أن يريحوا أنفسهم ويستمعوا بقلوبهم إلي وعد الله بحفظ دينه 'إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون'.