شهيد في المسجد قصه للاطفال
كان أحمد فتى قويّ الجسم، مفتول العضلات، كثير العبادة، كثير الرياضة، لا يراه أصحابه وزملاؤه إلا في المسجد يصلي أو يقرأ القرآن، أو يطالع كتاباً إسلامياً، أو يحفظ آيات قرانية أو أحاديث نبويّة تحثّ على الجهاد والاستشهاد في سبيل الله، أو كانوا يرونه يمارس بعض الألعاب الرياضية، كالتسلق على الجدران والقفز العالي، أو التسديد بنقافته أو مقلاعه أو سكاكينه الصغيرة على هدف يمثّل جندياً من جنود الاحتلال، وكان أحمد يعدّ هذه الأنواع من الرياضة عبادة يتقوّى بها على طاعـة الله
تعالى، لأنه كان يرى جنود الاحتلال يكسّرون عظام بعض زملائه الصغار، كما شاهدهم أكثر من مرّة يعتدون على والده وعلى أخيه الكبير محمد، بلا سبب، لهذا قرّر أن يكون مجاهداً قوياً حتى يثأر لمسجده الذي دخله الجنود والشرطة اليهود أكثر من مرّة، وداسوا بأحذيتهم القذرة على الحُصر التي يصلي المسلمون عليها.
وذات يوم، وفيما كان أحمد يتوضأ، وهو ينوي الخروج إلى الساحة التي يصطدم فيها أصحابه الصغار بجنود الاحتلال، اقتحمت مجموعة من الجنود المسجد، وهي تطلق نيران
أسلحتها في كل مكان، فهبَّ أحمد من الميضأة، وخرج إلى صحن الجامع، فتلقّى صدره العامر بالإيمان بضع رصاصات غادرة، ولسانه يهتف: واإسلاماه.. وامسجداه..