مؤمنات أوليات: جويرية بنت الحارث ... أيمن النساء على قومها
مجلة الزهور 24/02/2004
أتم الله النصر لرسوله والمؤمنين فى غزوة بنى المصطلق، وغنموا أموالهم، وسبوا نساءهم، وكان من بين السبايا جويرية بنت الحارث سيد بنى المصطلق، وقعت جويرية فى سهم ثابت بن قيس، فكاتبته على نفسها حتى تتحرر، فأتت النبى (صلى الله عليه وسلم) تستعينه فى كتابها، فقالت: يا رسول الله أنا جويرية بنت الحارث، وإنه كان من أمرى ما لا يخفى عليك، وإنى وقعت فى سهم ثابت بن قيس، وإنى كاتبت على نفسى، فجئتك أسألك فى كتابتى، فقال لها رسول الله (صلى الله عليه وسلم): «فهل لك إلى ما هو خير منه؟ قالت: وما هو يا رسول الله؟ قال: أؤدى عنك كتابك وأتزوجك»، قالت: قد فعلت، فتسامع الناس أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قد تزوج جويرية، فحرروا كل ما فى أيديهم من السبى، وقالوا أصهار رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قالت عنها السيدة عائشة (رضى الله عنها): «فما رأينا امرأة كانت أعظم بركة على قومها منها، أعتق فى سبيلها أهل مائة بيت من بنى المصطلق، وأسلموا جميعًا».
كانت جويرية سيدة بنى المصطلق، وتزوجت فى حداثة سنها بمسافع بن صفوان، وقتل، ولم تتزوج بعده، وكان عمرها وقت غزوة بنى المصطلق 20 عامًا، وتحكى عن نفسها: «رأيت قبل قدوم النبى (صلى الله عليه وسلم) بثلاث ليال كأن القمر يسير من يثرب حتى وقع فى حجرى، فكرهت أن أخبر أحدًا من الناس حتى قدم رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فلما سبينا رجوت الرؤيا، فأعتقنى (صلى الله عليه وسلم) وتزوجنى».
ولقد تحققت رؤيا جويرية (رضى الله عنها) وسعدت بالزواج من السراج المنير، وحظيت بالشرف العظيم بأن أصبحت أمًا للمؤمنين، ولقد كان موقفًا نبيلاً من النبى (صلى الله عليه وسلم) أن يؤدى عنها، ويعتقها، ويتزوجها، فكانت أيمن امرأة على قومها، فقد أسلمت بسببها قبيلة بأسرها.