ولى نظم در ( من علم سيدى الشيخ محمد عثمان عبده البرهانى )
كاتب الموضوع
رسالة
تاريخ التسجيل : 01/01/1970
موضوع: ولى نظم در ( من علم سيدى الشيخ محمد عثمان عبده البرهانى ) الخميس أكتوبر 09, 2008 3:27 pm
ولى نظم در ( من علم سيدى الشيخ محمد عثمان عبده البرهانى )
بسم الله الرجمن الرحيم وَلِي نَظْمُ دُرٍ
اللهم صلى على حبيبك وعبدك سيد الخلق -سيدنا محمد - وآله وسلم وارزقنا اللهم حلاوة محبتك واحشرنا فى زمرة المحبين.
قال الشيخ محمد عثمان عبده البرهانى رضى الله عنه فى ديوانه شراب الوصل:
ألا أن داء الحب للصب علة ولكنها تشفى عضال الأعلة
إن للحب معان ومراتب وآيات ولاشك إنه لايعلمها إلاأهل العلم الذين هم الباب والذين خصوا بفهم جديد ودقيق لكتاب الله وكذا سنة رسوله عليه الصلاة والسلام ومن يكون غير آل بيته الأطهار الذين جعلهم الله رحمة للناس فى كل زمان ومكان وغيرهم
كبائع الخبز لايدرى العجين ولا طحن الدقيق ونيران خبَّاز
سوى التناول مع تصفيف أرغفة والبيع للغير فى شام وأهواز
وموضوع المحبة بحر فلنترك الحديث عنه لأهل العلم إلا أننا نريد -فقط- أن نذكر القارىء بما ورد فى كتاب (مدارج السالكين) لابن قيم الجوزية فى حديثه عن منزلة المحبة هى المنزلة التى بها تنافس المتنافسون واليها شخص العاملون والى علمها شمر السابقون وعليها تفانى المحبون وبروح نسيمها تروَّح العابدون على قوت القلوب وغذاء الارواح وقرة العيون وهى الحياة التى من حرمها فهو من جملة الأموات والنور الذى من فقره فهو فى بحر الظلمات تالله لقد سبق القوم السعاة وهم على ظهور الفرش نائمون وقد تقدموا الركب بمراحل وهم فى سيرهم واقفون
ومن لى بمثل سيرك المدلل تمشى رويداً؟وتجىء فى الاول
ويذكرنى ذلك قول القائل:
واتبع سبيل الهوى تلحق بسابقه إن الهوى يلحق النوام بالسارى
وتاييداً لذلك قوله صلى الله عليه وسلم يحشر المرء مع من أحب). واذا رجعنا لقول الشيخ محمد عثمان عبده البرهانى رضى الله عنه وإذا تأملنا مليئا
ألا أن داء الحب للصب علة ولكنها تشفى عضال الأعلة
نجد أن الجملة خبرية مؤكدة بمؤكدين وهذا الخبر ملقٍ للمنكر لما تضمنته الجملة أو لمن فى منزلة المنكر إذ أن المحبة منزلة عُليا لا تتأتى إلا بالمجاهدة ومحاربة النفس وجاهل المعنى هو فى منزلة المنكر وإن كان خالي الذهن و(ألا) تنبيهية وكأن القائل أراد من المخاطب أن ينبهه للمعنى ولا ينكر ثم كان المدخل بعد ذلك ب(انَّ) المؤكدهة المشددة والتى تدل ايضا على القوة والغرض من القاء الخبر هنا هو حث المخاطب وهو المريد بأن يكون من أهل المحبة كما يقول الشيخ محمد عثمان عبده البرهاني رضى الله عنه كثيرا فى وصاياه لمريديه ان الطريقه هى عباره عن شيئين اثنين حسن عقيده واوراد وهما يجلبان المحبة).
ومع كون المحبة داء وعلة إلا أنها تشفى عضال الأعلة وكما فى موضع آخر (والحب يشفى سائر الاسقام).
وللننظر إلى البلاغة فى قوله جامعا بين الاضاد (داء... ولكنها تشفى) فأسلوب الطباق هنا زاد من رونق المعانى لاسيما وقد جاء عفوا غير متكلفاً ومثل هذا الأسلوب كثير الورود فى ديوانه.
وأرى أن فى قوله إشارات :منها انه قد ابتداك بـ (داء الحب للصبِّ علة) وكأنه يشير اليك بالمجاهدة ذلك لأن للحب دأ وعلة يحتاجان الصبر ومجاهدة ثم ماهى حصيلة ذلك؟ استدراكه مطمئنا المريد بـ (لكنها) أى أنك ستشفى من عضال الأعلة···ما أروع الحديث··وما أعذبه..
يقول صاحب مدارج السالكين عن منزلة المحبةهى الشفاء الذى من عدمه حلت بقلبه جميع الاسقام)الجزء الثالث صفحة 6
وهناك اشارة خفية لطيفة اخرى هى ان من لا محبة فى قلبه لن يستحق المحبة فليس من تعداد المؤمنين وان بقلبه داء، وصدق من قاللا يؤمن احدكم حتى يكون هواه تبعاًلما جئت به).
فلو بطلت مسألة المحبة لبطلت جميع مقامات الإيمان والإحسان ولتعطلت منازل السير إلى الله فمن لامحبة له لا إسلام له البته.
بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على سيدى ومولاى وجدى رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم
جعلنا مع الذين أنعم الله عليهم من عباده الذين اصطفى والصلاة مع التسليم دائمين على النبي المصطفى وآله سفن النجاة وأصحابه الذين بأيهم اقتدى أمرؤ اهتدى.
إن المتأمل بتفهم وتفقه وتعقل وتصبر وتجلد يحتار أمام عبارات الشيخ محمد عثمان عبده البرهانى رضى الله عنه ، وإٍشاراته ومعانيه وتعجز كلمات اللسان وإن أوتى البيان أن تفصح عن مكنون أسرار عباراته وكلماته بالرغم من قوله في إحدى قصائده
وجعلت للكلمات مرآي ظاهرا
ولم يكن مقصدنا في هذه الكلمة أصلا البحث عن ما تحتوى الأواني من معاني ، بل كان المقصد هو محاولة لبيان أشكال تلك الأواني وألوانها وزخرفها ولكننا أحيانا نتطفل لنرى ما تحتويه أوانيه ولكن دون جدوى إذ إن الكتَّاب وعلماء الرسم عاجزون عن الوصول لغاية المنتهى من معانٍ حار الوجود فيها
يقول سيدى فخر الدين رضى الله عنه في ديوانه في مدحه للمصطفى صلى الله عليه وسلم:.
يا من الأمر حول جيدك عقد وبك الأنبياء تعطى العقود
وكلنا يعلم أن مكانته ومنزلته لا يعلمها إلا الله تعالى ومهما تأتى بالكلمات ولو كانت البحار مدادا والأشجار أقلاما فلا يمكننا اَلإحاطه بعلو قدره ·وكثيرامايمدحه الشيخ محمد عثمان عبده البرهانى رضى الله عنه ثم يختم بمثل قوله:.
وتالله ما رمت المديح وإنما بدا الحسن غلابا وما اللب حاضر
ويقول ابن الفارض إن إحاطة الكلمات به غير ممكنة حيث يقول :.
وعلى تفنن واصفيه بحسنه يفنى الزمان وفيه ما لم يوصف
ثم يأتي الشيخ محمد عثمان عبده البرهانى رضى الله عنه ويثبت هذه الحقيقة بأبلغ من ذلك حيث يقول :.
كل معنى كل مبنى فيه يفنى صار أعلى ما علمنا عنه دانى
وهذا القول لا يخرج إلا مِمن ترقوا في مراتب محبته صلى الله عليه وسلم وفنوا فيه عشقا ورأوه جهرة وفى قول الشيخ محمد عثمان عبده البرهانى رضى الله عنه :.
يا من الأمر حول جيدك عقد وبك الأنبياء تعطى العقود
لن نخوض في خبايا معانيه فإنًّ لها أهلها ولم أر من قبل من أثبت شيئا لشيء كالتصاق الوصف بالموصوف لفظا ومعنى مثل الشيخ رضى الله عنه إذ انه في حبسه الصفة عن الموصوف تجاوز أساليب القوم حتى أسلوب القصر الذي هو الغاية ·استطاع الشيخ أن يكون طريقه الذي ابتدعه أقوي وأظهر من أسلوب القصر. ولتنظر إلى قوله (يا من الامر حول جيدك عقد) ولتحدث نفسك هل ترى لذلك الامر انفكاكا ومخرجا إلا منه وفيه وبه بأنه حول جيدك ، و(عقد) كناية أن الأمر بيده حيث أثبت أن الأمر حول جيده، ويلزم من ذلك أن الله أعطاه الأمر ·ثم أن هذا الأمر مثل العقد حول جيدك لاينفك عنك إلا بك.
وبك الأنبياء تعطى العقود
وإذا رجعنا لتوضيحات الشيخ محمد عثمان عبده البرهاني رضى الله عنه فى مؤلفاته التي بين أيدينا وهو الذي أراد أن يجعل العوام خواص ونجح فى ذلك نجد فى مؤلفه الذى جمعه (تبرئة الذمة فى نصح الامة ) ما يثبت ويوضح أن النبى صلى الله عليه وسلم هو الممد لكل الانبياء والمرسلين إذ هو السراج المنير الذى لا ينقص من نور سراجه شىء ولو أضيئت منه جميع السرج صلى الله عليه وسلم
واذا نظرنا للفظة (جيد) ومع مقارنتها بما في معناها مثل لفظة (رقبة،عنق) وغيرهما نجدها أدق وأرق وأعذب وأوقع فى النفس لاسيما وهى فى وصف النبى صلى الله عليه وسلم· وقد قال سيدي الإمام الصرصري يصف النبي صلى الله عليه وسلم: والجيد جيد دمية في صفة المخبِّر (يقصد هند بن أبى هال.
وإلى الملتقى إن شاء الله
ولى نظم در ( من علم سيدى الشيخ محمد عثمان عبده البرهانى )