عدد المساهمات : 4107 تاريخ التسجيل : 30/01/2009 العمر : 37 الموقع : المشرف علي المنتدي
موضوع: السيدة رابعة العدوية.. الأوابة البكاءة: الإثنين مارس 22, 2010 3:58 pm
السيدة رابعة العدوية.. الأوابة البكاءة:
إن خشية الله والخوف منه يدفع القلب إلى الرجوع والأوبة إلى الله وإذا رق القلب تأثر بالذكر ومال إلى البكاء، وهكذا كان قلب "رابعة" المتضرع البكاء المنادي خالقه ليصل لدرجة القلب وطهارة النفس مما هيأها لاستقبال أنوار الحق، ولا يكون هذا إلا مع قوة الإيمان فإذا مرت بآية فيها ذكر النار سقطت مغشيًا عليها من الخوف، وإذا مرت بآية فيها تشويق إلى الجنة ركنت إليها، وكان تصلي الليل كله وتأنس في خلوتها بالله وتجد في ذلك لذة لا يجدها الملوك وكانت تضع كفنها أمام عينيها حتى لا تنسى الموت، وتلوم نفسها إذا تكاسلت قائلة: " يا نفس إلى كم تنامين، يوشك أن تنامي نومة لا تقومين منها إلا لصرخة يوم النشور".
وذكرها للموت يحرك نفسها إلى الأخذ بزاد الأهبة والاستعداد ليوم الحساب، ولا نجاة هناك إلا لمن خاف الله واتقاه.
وكانت "رابعة" متواضعة منكسرة لله، لاتزهو ولا يأخذها العجب وقد وقاها إيمانها وإخلاصها الوقوع في شباك الشيطان أو الترفع على العباد بقربها من الله.
وكان من سمات "رابعة" – رضي الله عنها – أنها لا تتعجل الانصراف من وقوفها بين يدي الله، بل تحب طول المقام لما يحيط بها من نفحات وفيوضات ورحمات وطمأنينة ﴿أَلاَ إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ ... ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ﴾ (يونس: من الآيات 62-64).
وهذا ما ينبغي أن يكون عليه الدعاة والداعيات إلى الله من حسن صلة وقرب من الله حتى يكون الزاد والمعين على مواصلة الطريق والتأثير في الآخرين.