عادل محمد زايد
عدد المساهمات : 4107 تاريخ التسجيل : 30/01/2009 العمر : 37 الموقع : المشرف علي المنتدي
| موضوع: من مواعظ وحكم الولى الصالح سيدى عبد القادر الجيلانى الجزء الثالث الخميس سبتمبر 03, 2009 10:12 am | |
| وكان الشيخ عبدا لقادر t يقول: أقمت في صحراء العراق وخرائبه خمساً وعشرين سنة، مجرداً سائحاً لا أعرف الخلق ولا يعرفوني بأتيني طوائف من رجال الغيب والجان أعلمهم الطريق إلى الله عز وجل. ورافقني الخضر عليه السلام في أول دخولي العراق وما كنت عرفته. وشرط ألا أخالفه وقال لي أقعد هنا، فجلست في الموضع الذي أقعدني فيه ثلاث سنين. يأتيني كل سنة مرة. ويقول لي مكانك حتى آتيك. قال ومكثت سنة في خرائب المدائن آخذ نفسي بطريق المجاهدات فآكل المنبوذ. ولا أشرب الماء ومكثت فيها سنة أشرب الماء ولا آكل المنبوذ، وسنة لا آكل ولا أشرب ولا أنام ونمت مرة بايوان كسرى في ليلة باردة فاحتلمت، فقمت وذهبت إلى الشط واغتسلت، ثم نمت فاحتلمت فذهبت إلى الشط واغتسلت فوقع لي ذلك في تلك الليلة أربعين مرة وأنا أغتسل ثم صعدت إلى الايوان خوف النوم ودخلت في ألف فن حتى أستريح من دنياكم، وكان t يرى الجلوس على بساط الملوك ومن داناهم من العقوبات المعجلة للفقير. وكان t إذا جاء خليفة أو وزير يدخل الدار. ثم يخرج حتى لا يقوم له إعزازاً للطريق في أعين الفقراء. واجتمع عنده جماعة من الفقراء والفقهاء في مدرسة نظامية فتكلم عليهم في القضاء والقدر. فبينما هو يتكلم إذ سقطت عليه حية من السقف، ففر منها كل من كان حاضراً عنده ولم يبق إلا هو، فدخلت الحية تحت ثيابه، ومرت على جسده، وخرجت من طوقه، والتوت على عنقه، وهو مع ذلك لا يقطع كلامه، ولا غير جلسته، ثم نزلت على الارض وقامت على ذنبها بين يديه، فصوتت ثم كلمها بكلام ما فهمه أحد من الحاضرين. ثم ذهبت فرجع الناس وسألوه عما قالت. فقال قالت لي: لقد اختبرت كثيراً من الأولياء فلم أر مثل ثباتك فقلت لها وهل أنت إلا دويدة يحركك القضاء والقدر الذي أتكلم فيه قال الشيخ عبد القادر t ثم أنها جائتني بعد ذلك وأنا أصلي ففتحت فمها موضع سجودي فلما أردت السجود دفعتها بيدي وسجدت فالتفت على عنقي ثم دخلت من كمي وخرجت من الكم الآخر ثم دخلت من طوقي ثم خرجت فلما كان الغد دخلت خربة فرأيت شخصاً عيناه مشقوقتان طولاً، فعلمت أنه جني فقال لي أنا الحية التي رأيتها البارحة، ولقد اختبرت كثيراً من الأولياء بما اختبرتك به فلم يثبت أحد منهم لي كثباتك. وكان منهم من اضطرب باطنه وثبت ظاهره ومنهم من اضطرب ظاهراً وباطناً، ورأيتك لم تضطرب ظاهراً ولا باطناً. وسألني أن يتوب على يدي فتوبته. | |
|