عدد المساهمات : 4107 تاريخ التسجيل : 30/01/2009 العمر : 37 الموقع : المشرف علي المنتدي
موضوع: حوار بين الامام على زين العابدين وتلميذه الأحد يونيو 28, 2009 11:52 am
حوار بين الامام على زين العابدين وتلميذه
الإمام على زين العابدين رضى الله عنه سأله صاحبه وتلميذه زيد بن صوحان العبدي، وهو من خيار أصحابه، وأكثرهم وعياً واستيعاباً لعلومه فرفع له المسائل التالية: (يا أمير المؤمنين أي سلطان أغلب وأقوى؟).
فأجابه الإمام (عليه السلام): (الهوى..).
زيد: أي ذل أذل؟.
الإمام: الحرص على الدنيا.
زيد: أي فقر أشد؟.
الإمام: الكفر بعد الإيمان.
زيد: أي دعوة أضل؟.
الإمام: الداعي بما لا يكون.
زيد: أي عمل أفضل؟.
الإمام: التقوى.
زيد: أي عمل أنجح؟.
الإمام: طلب ما عند الله.
زيد: أي صاحب أشر؟.
الإمام: المزين لك معصية الله.
زيد: أي الخلق أشقى؟.
الإمام: من باع دينه بدنيا غيره.
زيد: أي الخلق أقوى؟.
الإمام: الحليم.
زيد: أي الخلق أشح؟.
الإمام: من أخذ من غير حلّه، فجعله في غير حقه.
زيد: أي الناس أكيس؟.
الإمام: من أبصر رشده من غيره.
زيد: من أحلم الناس؟.
الإمام: الذي لا يغضب.
زيد: أي الناس أثبت رأياً؟.
الإمام: من لم يغيره الناس من نفسه، ولم تغيره الدنيا بشقوتها.
زيد: أي الناس أحمق؟.
الإمام: المغتر بالدنيا، وهو يرى ما فيها من تقلب أحوالها.
زيد: أي الناس أشد حسرة؟.
الإمام: الذي حرم الدنيا والآخرة، ذلك هو الخسران المبين.
زيد: أي الخلق أعمى؟.
الإمام: الذي عمل لغير الله تعالى، ويطلب بعمله الثواب من عند الله.
زيد: أي القنوع أفضل؟.
الإمام: القانع بما أعطاه.
زيد: أي المصائب أشد؟.
الإمام: المصيبة بالدين.
زيد: أي الأعمال أحب إلى الله؟.
الإمام: انتظار الفرج.
زيد: أي الناس خير عند الله؟.
الإمام: أخوفهم له، وأعملهم بالتقوى، وأزهدهم في الدنيا.
زيد: أي الكلام أفضل عند الله؟.
الإمام: كثرة ذكره، والتضرع، ودعاؤه.
زيد: أي القول أصدق؟.
الإمام: شهادة أن لا إله إلا الله .
زيد: أي الأعمال أعظم عند الله؟.
الإمام: التسليم والورع.
زيد: أي الناس أكرم؟.
الإمام: من صدق في المواطن.
وانتهت أسئلة زيد، وقد أجاب الإمام عنها جواب العالم الخبير المحيط بواقع الأمور، ثم أن الإمام (رضى الله عنه) التفت إلى الشيخ فقال له:
(إن الله عز وجل خلق خلقاً، وضيق الدنيا عليهم نظراً لهم، فزهدهم فيها، وفي حطامها، فرغبوا في دار السلام الذي دعاهم إليه، وصبروا على ضيق المعيشة، وصبروا على المكروه، واشتاقوا إلى ما عند الله من الكرامة وبذلوا أنفسهم ابتغاء رضوان الله، وكانت خاتمة أعمالهم الشهادة ولقوا الله وهو عنهم راض، وعلموا أن الموت سبيل لمن مضى وبقي، فتزودوا لآخرتهم غير الذهب والفضة، ولبسوا الخشن، وصبروا على أدنى القوت، وقدموا الفضل، وأحبوا في الله، وأبغضوا في الله عز وجل، أولئك المصابيح، وأهل النعيم في الآخرة..
وانطبعت هذه المواعظ الحسنة في ضمير الشيخ، وفي أعماق نفسه فالتفت إلى الإمام قائلاً:
(أين أذهب وأدع الجنة؟ وأرى أهلها معها، جهزني بقوة أتقوى بها على عدوك..).
فجهزه الإمام بلامة حرب، وكان من ألمع المجاهدين معه، وقد أبلى في الحرب بلاءً حسناً حتى استشهد بين يديه، فصلى عليه الإمام، وترحم عليه